هناك خلاف فقهي حول الموسيقى والغناء.
ووجود الخلاف انتفاء للتحريم، وإعمالاً للعقل بعد توارد الخلاف يصل بك إلى جوازه.
الغناء ليس حراماً.. وأما اللهو فهو كل ما يلهيك عن واجب وكل مضيعة للوقت.
وأي مضيعة للوقت عن واجب يجب فعله فهو حرام ومثل ذلك يفضل ترك قراءة القرآن والصلاة حتى بموعد الطعام، والمعنى: يحرم إضاعة مهامك بأي شيء، والغناء كذلك.
أما تجويد الصوت وتحسينه فالقرآن يرتل ترتيلاً جميلاً وطالما أن الأغاني فنها أسبق من نزول القرآن وترتيله ولو كان تحسين الصوت حراماً لما سمح للمسلمين بتحسين صوت قراءة وتلاوة القرآن.
ولو طالعنا البخاري ومسلم لوجدنا حديثاً صحيحاً عن جواز الغناء ومغنيتين من الأنصار تغنيان يوم عيد بوجود رسول الله.
إذا صحت هذه الحادثة فهو الجواز، وإذا كان الحديث مكذوباً عن رسول الله فمعناه بالوجه الآخر البخاري ومسلم ليسا أصح كتابين بعد كتاب الله.
ففي الحديث وفي الأثر وفي الموروث الإسلامي جواز الغناء..
الغناء دون تهتك وتفسخ.
العود والوتر لا يخالفان الدين، والدين يشدد على الترويح، ترويح النفس، وطرب الروح، ولا يحولك إلى كاركتر كئيب.
وقد كان سائب بن سيار من مبدعي العزف والتلحين والغناء في المدينة المنورة.
وإذا كان تاريخ وفاته عام 64 هجرية فمعناه غنى ولحن وعزف عام 20 هجرية، طالما وهو مولى من فارس، ولنقل للمقاربة، عام 30 هجرية، وجل الصحابة يقطنون المدينة!
ومن المغنيات في المدينة "جميلة" في القرن الأول الهجري، وجل صحابة رسول الله على قيد الحياة وكبار التابعين، من المشهورين.
وتحريم الغناء لو أنه كذلك لما سمحوا بالغناء في مدينة النبي، ولا ننسى سلامة وعزة، وكذلك في مكة المكرمة، واستخدمت آلات ودفوف العصر آنذاك.
ولذلك.. يجب على هؤلاء التخفيف من حدة التطرف مع أخذ النظر أن الغناء لدينا لا يعني التهتك، والمجون.
فالمجون محرم ليس بمقتضى الغناء، بل في كل شيء.
وأما الموسيقى فسماعها واجب لترقيق، وتلطيف، الروح.
ومن الموصلي إلى زرياب ومن بغداد إلى قرطبة، كان الغناء فناً عالياً يهذب الجوارح، ولم تظهر حدة التطرف إلا قريباً ويجب النظر.
*صورة مع التحية للشيخ عبدالله أحمد علي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك