عبدالستار سيف الشميري
"أنا فدا السلال فدا بلادي".. عن روح الثورتين
من كلمات الشاعر سعيد الشيباني، غنى محمد مرشد ناجي كلمات نسجت من روح ولحنت بروح وقادة:
أنا فدا الســـــلال فدا بـــــلادي
من الحسن والبدر حرر بلادي
أنا فدا صنعـــــاء فدا بــــلادي
فدا حقــــول البن في كل وادي
بالله عليك يا طيـــــر يا رمادي
تفرش جنـــــاح وتردني بلادي
صــــوت المـذيع بكر يدق بابي
مثل الصباح يا طير أعاد لي شبابي
يعلن على الدنـــــــــيا على الروابي
شرع السماء يا طير وحكمنا النيابي
ثورة سبتمبر وأكتوبر كانت روح استعادة أنفاسها حين تراكمت هذه الروح مع مسار تراكم الوعي الثوري وواحدية الثورة.
هذا التراكم النظري أنتج عملا عسكريا وسياسيا واجتماعيا تمخضت عنه 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتان وكان الخلاص من ثنائية الإمامة والاستعمار معا.
كانت سبتمبر واكتوبر خطاً بيانيا صاعداً باستمرار، اتقنت استخدام أدوات عديدة سياسية وعسكرية حتى كتب لها النجاح.
كانت روح الثورة على موعد مع الناس الذين تلقفوها باستبشار وفرح وحماسة كما تتلقف الأرض الظمأى المطر.
والثورات في طبيعتها متحركة ولها اجنحة تطير بها مثل الرياح الموسمية الطبيعية تماما تتحرك في اتجاهات مختلفة وتغير المناخ جذريا.
الثورة هي لحظة عاطفية اكثر منها لحظة عقلانية هي حشد من الاماني والاشواق الجامحة.
كانت رؤية سبتمبر واكتوبر واضحة ليس في مفهومها إشكال او التباس، قطعية لا تقبل التأويل، وكان رجالها مخلصين انقياء اشداء.
لذا أنجزت تلك التحولات النوعية في السياسة والاقتصاد والمجتمع وفي الوعي الفكري والانتماء الوطني تنعّمت بها أجيال إلى يوم الناس هذا.
لذا فإن كل خدوش الوعي الذي تحدثه مليشيات الإمامة سيؤول الى سراب بتقادم الوعي والايام.
وما يجعلنا نؤمن بهذا الاستنتاج، ان هناك جيلا متشربا لأهداف سبتمبر واكتوبر سوف يبول وقوفا على كل ما يسطرون، هم شباب الممكن وشباب المستحيل ايضا، جيل مختلف يجتاح هذا الأفق، جيل من ذوي الرئات الواسعة والنفس الطويل، جيل علي عبدالمغني ورفاقه الكبار.
وعلى هذا الجيل فقط يمكن التعويل وليس على قيادة ديناصورية باهتة هشة فقيرة النزاهة والفعل.
وإن غداً لناظره لقريب.