عبدالرحيم الفتيح

عبدالرحيم الفتيح

تابعنى على

إيران.. الظاهرة الفرط صوتية!!

Saturday 14 June 2025 الساعة 08:47 pm

اسرائيل التي لا تعترف بالتاريخ، توجه ضربة تاريخية لإيران... والنتيجة؟ موت سريري لإيران، وصمت أعمق من الغيبوبة، وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع العجز المُنمّق.

 ماذا لو لم تكن الضربة مفاجِئة أصلًا؟

ترامب نفسه، الذي لا يفوته أن يهدد وهو يلعب الجولف، لوّح بها أمس وأمس الأول.

ومن لا يقرأ تصريحاته، قرأ سحب الموظفين الأمريكيين من بعض العواصم العربية القريبة من إيران... الجميع ينتظر هذ الضربة باستثنائي لأنني غرقت في نوم عميق وفاتتني مشاهد وعواجل الضربة، وإلى جانبي إيران التي لن تصحو أبدا...!!

 أصيبت طهران في بنيتها النووية أولا، وبنيتها المعنوية ثانيا، وهي الأخطر.

سقط كبار جنرالاتها وعلماء مشروعها في ضربة واحدة...

 سقط وهم امتلاك قرار الحرب، وسقطت معها الأسطورة الدعائية لردعٍ لم يكن سوى قصف إعلامي مضاد.

لكن ماذا لو أن إيران استخدمت قوتها، التي نضجت لسنوات، في اتجاه إسرائيل بدلًا من تفكيك البلدان العربية؟

ماذا لو لم تُبعثر الحرس الثوري بين صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت؟

ماذا لو أنفقت مواردها النووية في بناء ردع فعلي بدلًا من تصديره عبر وكلاء الخيبة؟

ماذا لو أن المعركة كانت مع إسرائيل فعلًا، لا مع الشعوب العربية؟

افصحت هذه الضربة عن حقيقية النظام الإيراني، نظام المليشيا الذي لم يتعامل مع إسرائيل كعدو… بل كمبرر وجود.

معركة إيران أو وظيفتها الحقيقية انتهت بعد إسقاط بغداد، جرّ لبنان إلى الهاوية، تحويل سوريا إلى محطة انتظار، وابتلاع اليمن باسم "الممانعة".

إيران لم تكن يومًا تقاتل اسرائيل، بل تسوّق وجوده لتبرير استبدادها وانسلاخها عن شعبها، ولهذا، تسقط هذه الأنظمة دائمًا بأول ضربة.. لأنها لم تكن دولًا، بل هياكل صوتية على هيئة سلطة قمعية.

أنظمة تتحول إلى مليشيا... تتعامل مع الشعب كخطر، ومع العدو كدعاية!

ماذا عن الرد الإيراني؟!

صدقوني لن يتعدى إعلانًا في نشرة الأخبار، أو انفجارًا محدودًا في مكان غير حساس،

لأنها ببساطة، تحتاج الآن لسنوات لتستوعب ما حدث..!!

في السياسة، من لا يتوقع ضربة تُعلن أمامه،

هو نفسه الذي يُسلّم رقبته لأوهام القوة.

وما بين الانكشاف الإيراني و"الانتشاء الإسرائيلي"، تقف المنطقة على عتبة فصل جديد…

والحقيقة التي نستوعبها اليوم، هي أن انهيار المليشيات حتمي  حين تتورّط في تقليد الدولة،

وسقوط الأساطير حتمي حين تواجه اختبار الحقيقة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك