عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

تعز تمشي وحدها.. والأحزاب تختبئ خلف صفقات الفساد

Tuesday 08 July 2025 الساعة 07:44 pm

عن مسيرة اليوم والأحزاب السياسية

قد تكون مسيرة اليوم ليست كبيرة بالمعني العددي، لكنها كبيرة بالمعنى الرمزي، وهو أمر كافي لنرسم صورة الواقع المرير الذي نعيشه مع اللعبة السياسية القذرة التي تديرها الاحزاب ومن خلفها مصالحهم المتشابكة مع السلطة المحلية التي حولت الشارع إلى ساحة صراع خاسر بين تضحيات المدينة وطبول الفساد.

نعرف اليوم أن هذه اللعبة تحدد خارطتها مصالح المستفيدين من هذا الوضع القائم، وهي لعبة في جوهرها تفاهمات غير مُعلنة بين من يريد الحفاظ على مصالحة مع السلطة القائمة ببقاء نبيل شمسان، وبين من يريد ضمان مصالحه مع البديل القادم حتى وأن كان أسوا من نبيل شمسان.

وبرغم أن هذه التباينات والخلافات من أجل المصالح، إلا أنها أيضاً منحت تنفساً للسلطة الفاسدة، بعدما كانت قد أصابتها غيبوبة الإقالة، مما أطال في عمرها وأعطاها فرصة جديدة لترميم جدرانها المتهالكة، حتى تحول الفساد اليوم من عدو مشترك إلى أداة يتقاسمها الجميع.

خروجنا اليوم في المسيرة هو تحدي لهذه المعادلة الفاسدة التي تشكلت من السلطة والأحزاب والكيانات والأشخاص، الذين حولوا خدمات الناس إلى سوق للمساومات، وأوجاعنا إلى بنك مصالح في صفقات قذرة.

مسيرة اليوم لا تتوقف عند عدم خروج الأحزاب معنا إلى الشارع لرفض الفساد، ولا تتعلق برغبة الأحزاب في تعريف الشباب حجمهم الحقيقي في ميدان الحقوق، بل تقدم اليوم رسائل كبيرة و واضحة، جعلتنا نرى خيوط الدمى التي يحركونها ميادين المزايدات، جعلتنا نفهم أن التغير يبدأ من تماسك الأجيال الصاعدة وأيمانهم بأنفسهم، وليس بالنخب المتصدعة التي أصابها المرض والحقد والذبول.

صحيح أن الطريق طويل، وأن هناك شعور عميق بين الشباب بأن لا شيء سيتغير، بسب تماسك انصار الفاسد، لكننا نقول إن كل ثورة كبرى بدأت بخطوة صغيرة.. ليصبح السؤال الأهم هو : هل هناك من يقرأ الشارع ؟

من صفحة الكاتب على الفيسبوك