عمر هائل مغلس

عمر هائل مغلس

تابعنى على

الحوثيون لا يصنعون الصواريخ.. إنهم يطلقونها نيابة عن إيران!

منذ 4 ساعات و 41 دقيقة

صناعة الصواريخ فرط الصوتية أو المسيّرات والأسلحة الأخرى، ليست سوى كذبة حوثية للتمويه على الدعم الإيراني، لتهديد الملاحة الدولية دون أن يكون لإيران دور مباشر في هذا الدعم حتى لا تورّط نفسها وتتعرض للاستهداف الغربي.

تزويد إيران للح وثيين بترسانة عسكرية ضخمة وحديثة، بعد أن فقدت قدرات ذراعها الأبرز "حزب الله" بمجرد مقتل زعيم الحزب وقياداته من الصف الأول، إضافة إلى سقوط نظام الأسد الذي كان يهرّب الأسلحة إلى لبنان، دليل على توجه إيران لتهيئة الذراع الأقوى والأهم في المنطقة، القادر على إحداث الفوضى في البحر الأحمر والمنطقة.

 فالح وثي لا يستطيع القيام بهذا الدور دون وجود خبراء إيرانيين يشرفون على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة وتوجيهها وفق ما تريده إيران.

"أي طلقة من جانب الحوثيين سينظر إليها من الآن فصاعداً على أنها تطلق من أسلحة إيران وبقيادتها"، هكذا صرّح ترامب، فأمريكا تدرك أن قدرات الح وثيين محدودة، وأنهم غير قادرين على صناعة الصواريخ أو الأسلحة، وتعرف تماماً بشأن شحنات السلاح المهرّبة إلى الحوثيين، ولذلك أرسلت واشنطن رسائل مباشرة إلى إيران لإيقاف الهجمات الصاروخية على السفن الأمريكية، والتزمت إيران فعلاً بعدم استهداف تلك السفن، ليعلن ترامب بعدها أن الح وثيين استسلموا.

ربما كان العالم يشكك في حجم ونوعية الدعم الإيراني للح وثيين، لكن اليوم، وبعد كشف المقاومة الوطنية عن شحنات أسلحة إيرانية مرّت تحت أنظار العالم دون اعتراض أمريكي أو أوروبي، بات من الواضح أن هناك من كان يترقب شحنات الأسلحة لفضح التراخي الدولي تجاه إيران وما تقدمه للح وثيين .

منذ بداية الحرب الح وثية قبل 11 عاماً، كان اليمني يصرخ قائلاً: "الحوثي ليس عدونا نحن فقط، ولن يكتفي بتهديدنا وتهديد المنطقة العربية، بل هو تهديد للعالم أجمع". الحوثي إيراني  وذراع إيران الأخطر لأنه يسيطر على البحر الأحمر، لكن العالم أدار ظهره وتجاهل كل النداءات والتحذيرات، بل تغاضى عن جرائم الحوثي، وبدلاً من ذلك، ضغط على الشرعية والإقليم لإيقاف معركة الحديدة وابتز دول التحالف العربي.

إن كشف المقاومة الوطنية عن شحنة السلاح الأخيرة، التي تزن 750 طناً من الأسلحة الإيرانية من صواريخ متنوعة قصيرة وبعيدة المدى وطيران مسير إنتحاري واستطلاعي ورادارات وأجهزة إلكترونية كانت ستصل إلى الحوثيين لتهديد اليمنيين أولاً والملاحة الدولية ثانياً، يُعد إنجازاً كبيراً و"هدية" لكل من يظن أن الحوثيين قادرون على التصنيع العسكري، و"هدية مجانية" للعالم الذي يغض الطرف عما تقدمه إيران لأبرز أذرعها في المنطقة من أسلحة حديثة ومتطورة لقتل اليمنيين وإخضاعهم وتهديد الملاحة الدولية.

اليوم، على العالم أن يختار ويحدد موقفاً واضحاً من الحوثي مع استمرار الدعم الإيراني، وأن يعتبر أن أي صاروخ يُطلق هو صاروخ إيراني يُطلق من إيران وليس من اليمن، وأن يتخذ الإجراءات المناسبة لمنع تدفق السلاح إلى ميليشيات تهدد العالم.

 ترسانة الح وثي تتزايد وتتضاعف كل يوم، ولا بد من شراكة حقيقية لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وتوفير دعم دولي للقضاء على التهديدات الح وثية والإيرانية المتزايدة، فالصواريخ الح وثية ليست موجهة نحو اليمنيين فقط، إذ لا يوجد لديهم ما يخسرونه بعد أكثر من 12 عاماً من تدمير الح وثيين للبنى التحتية، وإنما هي موجهة لمصالح العالم في المنطقة، وستؤثر حتماً بشكل كبير، وسيدرك العالم لاحقاً ثمن صمته وتماهيه مع الحوثي طوال السنوات الماضية.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك