الشيخ حسين حازب.. من أسلحة الدمار الشامل.!
السياسية - منذ 7 ساعات و 36 دقيقة
من أكبر الكوارث التي تعرضت لها محافظة تعز، منذ بداية القرن. تعيين الشيخ حسين حازب مديرا لمكتب التربية والتعليم في المحافظة، من نوفمبر 2001 – نوفمبر 2004م.
من اليوم الاول له في المحافظة. أحدث هذا الرجل تسونامي عارم من الفساد. باع الرجل واشترى بكل شيء. حتى بمقاصف المدارس، وباع كل شيء حتى الباصات التابعة لمكتب التربية بتعز، وأجّر لحسابه حتى مخازن مبنى مكتب التربية المطلة على شارع جمال".
قال أحد الشهود: "أول ما نزل حازب إلى تعز استأجر لإقامته فلة كبيرة باذخة، ولم تمر عدة أشهر إلا وقد اشتراها لنفسه، ولما غادر تعز باعها بحوالي: 120 مليون ريال، وهو ما يعادل 2 مليون ريال سعودي انذاك".
قال أحد المتابعين: "أول شيء سواه حازب في تربية تعز. كانت قرطاسية المكتب، ولها ميزانية بالسنة حوالي 50 مليون ريال. أوقفها وحولها لحسابه".
على الأصعدة والجوانب الأخطر. بدايةً بجانب التعيين الوظيفي: أغلق الشيخ حازب القنوات الرسمية للتعيين والترقي الوظيفي، وفتح الأبواب الخلفية. وجعل كل شيء معروضا للبيع. كان يمكن لأي موظف أو مدرس فاشل أن يصبح موجها أو مدير مدرسة أو رئيس قسم، أو مدير مكتب مديرية.. أو أي منصب في التربية.. بتكليف مدفوع الأجر.. ورخيص.
في دائرة التوجيه فقط، وبحسب مصدر في تربية تعز عام 2014: "أصدر حسين حازب ما يزيد عن 900 قرار توجيه غير مُستحق، وأكد المصدر: "إن إصدار قرارات التوجيه هي من حق الوزير أو المحافظ، وفقاً لمعايير معينة, وأي قرار يصدر من غير هاتين الجهتين يعتبر مخالفاً للقانون".
وعن الفساد المالي والإداري على جانب الرواتب والمستحقات والعلاوات: يقال إنه كان يسرق علاوات كل موظفي التربية في المحافظة، وفي الشهر التالي لرحيله، ارتفعت مرتبات الموظفين فجأة. عدة آلاف. كان يسرق كشوفات الرواتب الأصلية، ويطبع كشوفات مختلفة أو يوقع عليها الموظفون.!
قال أحد الشهود عن إحدى عملياته: "نصب حازب رواتب حوالي 3000 معلم لمدة 6 اشهر كانت عبارة عن تسويات والرواتب تصرف بكشوفات يدوية، وذهب إلى الحج .لص وفاسد.".
وأضاف: "أحد زملائي تقدم بطلب اجازه بلا مرتب بحسب القانون وقام باستكمال جميع الإجراءات القانونية وعند وصوله لتوقيع قرار المدير العام أخذ "شلة حازب" منه الملف، وقالوا له مع السلامه سافر، وظل مرتبه جاريا لمدة عامين كاملين، ويتم صرفه، وتفاجأ الموظف بان اسمه قد انتقل من شرعب السلام الي مكتب المدير العام".
وعن الفساد الذي طال دائرة الاختبارات، قال أحدهم: "أوقف اختبارات ثالث ثانوي بالمدينة وحولها للأرياف، وحول جميع مخصصات رؤساء اللجان لحسابه وأي مدرسة تخرجها لجنة. فمصروفات اللجنة تفرق على الطلاب، فانتشر الغش والرشوة.".
أضاف شاهد آخر: عمل مركز امتحاني للثانوية العامة عندنا في صبر. مدرسة الإرشاد، وكان الطلاب في تلك المدرسة يجيبوا معدلات خيالية، حيث ذاع صيت المدرسة بالغش على مستوى محافظات أخرى، وكان يصل عدد طلاب ثالث ثانوي فيها بالمئات من مختلف المديريات، ينقلون إليها في ثالث ثانوي. وكان بباب المدرسة مطبعة خاصة بالغش ويباع الغش النموذجي بـ 300 ألف ريال لكل طالب".
حتى مدرسة الصم والبكم. حاول الشيخ حازب جاهدًا تحويل الدعم الذي تتلقاه، لحسابه الخاص. ولكن "جليلة شجاع" وقفت له بالمرصاد".!
وحتى بعد عزله، استمرت عجائب الشيخ حسين حازب في تعز. إذ ترك لسماسرته تكاليف موقعة مختومة بدون أسماء وبتواريخ قديمة ليمكن لهم بيعها في المستقبل.!
على أن تعز ليست المحافظة الوحيدة التي تضررت من فساد وعبث هذا الرجل، فقبل تعيينه في تعز كان مديرا لمكتب التربية بمأرب، وبعد تعز. أصبح مديرا لمكتب التربية في محافظة صنعاء. قال أحد المتابعين: "ما بدأه في تعز، أكمله عندنا في محافظة صنعاء. بل إنه نقل خلاصة تجربته في تربية تعز إلى صنعاء.. فحوّلها إلى مكتبٍ متخصص في الغش والرش، والطش والحزبة، والمشيخة والمراوغة".
وأخيرا عن السؤال المهم: لماذا لم تتكلموا عنه حينها.؟!
لم يكن الرجل وفساده سرا. كنا نتكلم، الجميع كان يتحدث. الشكاوى والكتابات عنه كانت بكثافة فساده، كانت الصحف تنشر "فضائحه" على الدوام، يضيف بعض الصحفيين: "وكان بلطجي يتصل ويهدد ويتوعد الصحفيين والمعارضين.. وماخرج من تعز إلا بعد خروج الروح".
وكشهادة معتبرة. قال الكاتب الكبير، والصحفي المخضرم حسن العديني: "نشرنا بعض مخالفات "حسين حازب" في جريدة الوحدوي، وكنت رئيسا للتحرير، فاتصل بي يهدد ويتوعد. سارق مبهرر بالتعبير الشائع".
ما ذكرته هنا هو غيضً من فيض، ولم أذكر من شهادات الشهود إلا ما أعرفه مسبقا عن قرب.. هذا الرجل بالفعل من أسلحة الدمار الشامل.. كنت عادةً أقول: إن ضرب تعز بقنبلة ذرية أهون من قصفها بهذا الرجل الذي دمر تعز، بتدمير العملية التعليمية فيها، وبشكل عميق شامل لم تشفَ منه حتى اليوم..