تحليل: انقسام مجلس الأمن حول اليمن بعد انحياز روسي–صيني للحوثيين

السياسية - منذ 4 ساعات و 19 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

يدخل الملف اليمني مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا بعد سنوات من التوافق الدولي الذي طبع الموقف من الحرب، في ظلّ انقسام متصاعد داخل مجلس الأمن الدولي، تقوده روسيا بدعم من الصين في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا. هذا الانقسام ينعكس بصورة مباشرة على مسار الأزمة اليمنية، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة التي تمثلت في مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه بغارات إسرائيلية استهدفت صنعاء، وما تبعها من تهديدات بالتصعيد والانتقام.

ووفق تحليل نشره الكاتب والمحلل السياسي محمد الغباري على منصة عروبة22 تحت عنوان "قتل رئيس وزراء الحوثيين واستقطاب دولي: المشهد اليمني يتعقّد!"، فإن الحرب اليمنية التي استمرت لعقد من الزمن باتت أسيرة تحولات أوسع في المشهد الدولي، من أوكرانيا إلى الملف النووي الإيراني، مرورًا بالتصعيد في البحر الأحمر.

أشار الغباري إلى أن موسكو، التي كانت حتى ما قبل حرب أوكرانيا حريصة على إظهار مواقف تصالحية إزاء الملف اليمني، اتخذت خلال العامين الماضيين خطوات أكثر انحيازًا نحو الحوثيين، كان أبرزها رفضها، إلى جانب الصين، لمشروع قرار أميركي بإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة. في المقابل، دعمت روسيا تمديد عمل البعثة ومنحها صلاحيات أوسع، في ما اعتبرته الحكومة اليمنية مؤشرًا إلى اصطفاف جديد يعرقل أي قرارات دولية ضد الحوثيين.

ويرى التحليل أن تراجع وحدة الموقف الدولي تجاه اليمن لم يعد مرتبطًا فقط بالحرب في أوكرانيا، بل بات يتقاطع مع الملف النووي الإيراني الذي تستخدمه طهران كأداة للضغط عبر ذراعها الحوثية. ويؤكد مسؤولون يمنيون أن الحوثيين أصبحوا الورقة الأهم في يد إيران بعد تراجع نفوذها في سوريا ولبنان، ما يجعل أي تقدم في التسوية اليمنية رهينًا بمآلات المفاوضات النووية بين طهران والغرب.

وجاء مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من وزرائه في غارات إسرائيلية على صنعاء ليزيد الوضع هشاشة. فقد هدد الحوثيون بالانتقام، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد الإقليمي، مع انتقال الاهتمام الدولي من مساعي السلام الداخلية إلى متابعة المواجهة المفتوحة بين الحوثيين وإسرائيل، خصوصًا في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما يشير التحليل إلى أن خريطة السلام الأممية، التي تم التوصل إليها نهاية 2023 بجهود سعودية–عُمانية، لم تعد قابلة للتنفيذ بعد انخراط الحوثيين في مواجهة مباشرة مع إسرائيل وتصعيدهم العسكري ضد الملاحة الدولية. وتُعطّل هذه التطورات أي مسعى لإعادة إحياء العملية السياسية في اليمن، وتضع الحكومة الشرعية في مواجهة مأزق دولي تتقلّص فيه مساحة الدعم الغربي التقليدي.

وبحسب الغباري، فإن ما يزيد تعقيد المشهد اليمني هو أن القرار لم يعد في أيدي الأطراف المحلية، بل أصبح مرتهنًا لتوازنات إقليمية ودولية أكبر. ومع تصاعد الانقسام في مجلس الأمن، واستمرار إيران في توظيف الحوثيين كورقة ضغط، فإن إمكانية إصدار قرارات دولية فاعلة بشأن اليمن تبدو ضعيفة، الأمر الذي ينذر بمزيد من إطالة أمد الحرب وتعميق المأساة الإنسانية.