المخا تتألق في ذكرى ثورة 26 سبتمبر.. شعلة الحرية تضيء سماء الساحل الغربي
السياسية - منذ ساعة و 25 دقيقة
في أجواء مهيبة غمرتها مشاعر الفخر والانتماء، احتفت مدينة المخا، مساء الخميس، بالعيد الوطني الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، وسط حضور رسمي وجماهيري واسع، وبمشاركة قيادات من السلطة المحلية والمقاومة الوطنية والمكتب السياسي وشخصيات اجتماعية وثقافية بارزة.
وتحوّلت ساحة الاحتفال إلى لوحة من الأضواء والأهازيج الوطنية، حيث أُطلقت الألعاب النارية لتزيّن سماء المدينة بالتزامن مع إيقاد شعلة الثورة التي حملت رمزية انتصار إرادة الشعب على عصور الظلام والإمامة.
في لحظة جسّدت روح الثورة، قاد مسؤولو السلطة المحلية في المخا، يرافقهم قادة المقاومة الوطنية والمكتب السياسي، إيقاد شعلة العيد السبتمبري وسط هتافات المحتشدين وأصوات الطبول والأناشيد الوطنية. ومع انطلاق الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة، ترددت هتافات تمجّد مبادئ الثورة والجمهورية، مؤكدين أن مشاعل سبتمبر ستظل رمزاً أبدياً للنضال ضد الاستبداد والجهل والكهنوت.
قدّم المئات من الشباب والفتيان عروضاً كشفية وشبابية منظمة، رفعوا خلالها العلم الوطني عاليًا، مرددين شعارات الثورة التي تجسّد قيم الحرية والوحدة والعدالة. وحملت الفقرات الكشفية رسائل قوية عن تمسّك الجيل الجديد بمبادئ سبتمبر واستمرار معركة النور ضد قوى الظلام، استعادةً لرمزية النضال الجمهوري الذي حرّر اليمنيين من حكم الإمامة قبل أكثر من ستة عقود.
نُظّمت الفعالية برعاية وإشراف عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق أول ركن طارق صالح. وأكدت الكلمات التي أُلقيت خلالها عظمة المناسبة وتضحيات الأجيال السابقة في سبيل قيام الجمهورية وصون مكتسباتها في مواجهة مشاريع التخلف والرجعية.
ويأتي احتفال هذا العام في وقتٍ لا تزال فيه التحديات الوطنية والسياسية والأمنية قائمة، ليحمل دلالة مضاعفة على صلابة اليمنيين وتمسّكهم بجمهوريتهم في وجه المشروع الإمامي الذي تقوده ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. وأكد المشاركون أن هذه الفعاليات الوطنية تجسّد حقيقة أن ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل مشروع مستمر لمقاومة كل أشكال الاستبداد، سواء تمثّل ذلك في الانقلاب الحوثي أو في محاولات استلاب القرار الوطني.
وتوّجت الفعالية بكلمات أكدت أن المخا ستبقى منارة للحرية وقلعة من قلاع الثورة اليمنية، موجّهة رسالة للعالم بأن روح سبتمبر ما زالت حية في قلوب اليمنيين، وأن أبناء الساحل الغربي يقفون على الدوام مع مشروع الدولة والجمهورية.
واختُتم الاحتفال على وقع أناشيد سبتمبر التي ردّدها الحاضرون، مجددين العهد على مواصلة درب النضال الذي بدأه الثوار الأوائل، وحماية مكتسبات الجمهورية من كل محاولات العودة إلى حكم الإمامة أو تكريس الانقلاب، ليبقى السادس والعشرون من سبتمبر عنواناً خالداً لإرادة اليمنيين في الحرية والكرامة.
في مأرب، أحيت هيئة الأركان العامة وقيادة المحافظة حفلاً مماثلاً جرى فيه إيقاد شعلة سبتمبر إيذاناً بانطلاق الاحتفالات الرسمية والشعبية. وقاد رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز، مراسم إيقاد الشعلة، فيما قدّم نحو ألف وستمائة شاب عرضاً كشفياً وشبابياً، رفعوا خلاله العلم الوطني وصور رئيس مجلس القيادة وأهداف ثورة سبتمبر العظيمة.
كما قدّم شباب الكشافة والمرشدات "وثيقة عهد ووفاء معمدة بالدم" إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس، جددوا فيها التزامهم بالبقاء أوفياء لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والدفاع عن مكتسباتهما وأهدافهما السامية، مؤكدين أن الحركة الكشفية والإرشادية ستظل رافداً وطنياً لترسيخ قيم الولاء والانتماء وتعميق الهوية الوطنية في نفوس الأجيال.
وفي مدينة تعز، أقامت السلطة المحلية والعسكرية حفلاً رمزياً لإيقاد شعلة العيد الوطني الـ63 لثورة 26 سبتمبر، بحضور جمع غفير من أبناء المحافظة وممثلي المكونات المجتمعية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأُطلقت المفرقعات النارية من قلعة القاهرة الشامخة تعبيراً عن فرحة أبناء تعز بهذه المناسبة الوطنية الغالية، وسط الأهازيج والزغاريد وترديد النشيد الوطني.