كتّاب وسياسيون يمنيون: ثورة 26 سبتمبر روح متجددة تنتصر للحرية وتهزم الكهنوت
السياسية - Friday 26 September 2025 الساعة 10:06 pm
أكد سياسيون وكتاب ومحللون يمنيون أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ البلاد، بل فجر يتجدد كل عام ليغسل جراح اليمنيين، ويمنحهم يقينًا بأن الحرية أقوى من الاستبداد، وأن مشروع الكهنوت الجديد الذي تمثله ميليشيا الحوثي الإيرانية مصيره الزوال مهما تجبّر.
وأوضحوا أن احتفاء اليمنيين بذكرى الثورة، رغم القمع والملاحقة في مناطق سيطرة الحوثيين، هو إعلان متجدد لرفض الوصاية والهيمنة، وتجسيد لإرادة العيش بحرية وعدالة ومساواة. مشددين على أن ثورة 26 سبتمبر ليست حدثاً من الماضي بل مشروع مستمر، وروح متجددة تتحدى محاولات طمسها.
واضافوا أن الشعب اليمني حين يحيون ذكراها يؤكدون أن الحرية قدرٌ لا رجعة عنه، وأن "الكهنوت الجديد"، مهما تسلح بالعنف والدعم الخارجي، سيبقى شبحاً عابراً أمام نور الجمهورية ووعي شعب لا يقبل الاستبداد.
سباق على الجمهورية
الكاتب السياسي نبيل الصوفي قال إن ثورة 26 سبتمبر "أيديولوجية وطنية بدعم قومي من 1962 وحتى اليوم"، مشيرًا إلى أنها لا تزال حاضرة في كل مدينة وقرية شمال اليمن، وقادرة على إحياء آمال الشعب ومراكز القوى على حد سواء. وأضاف: "إنه سباق مجمع على الجمهورية والثورة، وبعدها يتنافس الجميع"، في إشارة إلى أن جوهر سبتمبر لا يزال نقطة التقاء لليمنيين مهما اختلفت اتجاهاتهم.
رسالة إلى ثوار سبتمبر
السياسي كامل الخوداني وجّه رسالة مؤثرة إلى "ثوار 26 سبتمبر"، قال فيها: "في مثل هذا اليوم قمتم بأعظم ثورة عرفها التاريخ، ثورة ضد التخلف والجهل والتمييز وادعاء الاصطفاء". وأكد أن الثورة امتداد لغضب إلهي ضد من يزعمون التفوق والقداسة، مشددًا على أن أحفاد "الشيطان" – في إشارة إلى الحوثيين – لا يزالون يكررون الخطاب نفسه من استعلاء وادعاء سيادة. وانتقد الخوداني من يتغنون بالثورة اليوم لمصالح سياسية قائلاً: "تسعون في المئة ممن يتحدثون عن أهدافها أول المغادرين عند التطبيق".
نافذة على الشمس
أما الكاتب الصحفي سمير رشاد اليوسفي فوصف سبتمبر بأنه اليوم الذي "فتح اليمن نافذة على الشمس"، وأخرج الشعب من كهوف الإمامة ليصافح فجر الحرية والكرامة. وأضاف: "اليوم يحاول الحوثيون إغلاق هذه النافذة، لكن شمس سبتمبر تسكن قلوب الملايين، وهي إرادة حياة متجددة لا يمكن وأدها، لأنها فكرة أن يكون الوطن لكل أبنائه".
احتفالات واسعة رغم القمع
الصحفي أدونيس الدخيني أشار إلى أن الشعب يحتفل كل عام بذكرى بلاده "بالطريقة المتاحة"، مؤكدًا أن "سبتمبر لا يمكن أن يُسلب من هذا الشعب". ولفت إلى أن محاولات عبدالملك الحوثي لقمع هذه المناسبة باءت بالفشل، إذ يفاجئه المواطنون باحتفالات في صنعاء وإب والحديدة وذمار، رغم القبضة الأمنية.
روح لا تموت
الإعلامي البارز يحيى العابد اعتبر أن الزخم الشعبي في الاحتفاء بسبتمبر هو "أبلغ رسالة لأعداء الثورة والهوية". وقال إن هذا اليوم يفرض على الجميع "تقديم مصلحة الوطن والتعالي على الصغائر حتى يعود الوطن لأبنائه جميعاً في ظل دولة مدنية عادلة". وأشاد بالعزيمة التي يظهرها المواطنون في مناطق سيطرة الحوثي، مؤكداً أن "ثورة 26 سبتمبر لحظة تأسيسية للوعي الجمهوري، وروح لا تموت تعيد إنتاج نفسها مع كل جيل يرفض العودة إلى الكهنوت".
الثورة هوية اليمن
وزير الإعلام معمر الإرياني شدد على أن "ثورة 26 سبتمبر ليست ذكرى عابرة، بل روح اليمن وهويته"، مؤكداً أن اليمنيين "سيمضون حتى النصر ولن تنكسر ثورتهم أمام عصابة كهنوتية غريبة عن قيمهم وتاريخهم".
من جانبه وزير الأوقاف والإرشاد محمد بن عيضة شبيبة لفت إلى تناقض زعيم الحوثيين الذي ألقى خطاباً عن ثورة 26 سبتمبر من دون أن يصفها بالمجيدة أو العظيمة، بينما وصف انقلاب 21 سبتمبر بـ"المجيد". وقال شبيبة: "هذا يفضح نفاقهم، فهم يحتفلون بسبتمبر شكلاً لا مضموناً، لأنهم يرونه خصماً تاريخياً لفكرهم الإمامي".
يوم للقداسة
واعتبر المستشار السياسي محمد القاضي أن السادس والعشرين من سبتمبر "يوم للقداسة ويوم لحاكمية الشعب"، قائلاً: "لا ولاية إلا ولاية الشعب ولا سلطة فوق سلطة الدستور والقانون". وأكد أن اليمنيين في هذا اليوم صلّوا في محراب الثورة، وأعلنوا ميلاد الجمهورية التي لا يمكن أن تُهزم.