متشدد ديني يدمّر قُبّة أثرية في جبل النبي شعيب وسط استنكار محلي
السياسية - منذ 15 دقيقة
القبيطة، نيوزيمن:
تعرضت قِبّة تاريخية تعود لمقام النبي شعيب، بمديرية القبيطة بمحافظة لحج، جنوب اليمن، إلى الاعتداء والتكسير على يد متشدد دينيًا ما يدل على نية مقصودة لطمس جزء هام من التراث التاريخي والديني للمنطقة.
وبحسب محليين، أقدَم أحد المتشددين دينيًا تحت جنح الظلام على تدمير جزء من هذا المَعلم التاريخي، في ما وصفه الكثيرون بأنه اعتداء على ذاكرة وطنية ودينية. موضحين أن هذا المعلم التاريخي والديني صمد لقرون دون أن يتعرض للدمار والتدمير وهو ما آثار حالة من السخط والغضب الشعبي في المديرية.
وتقع القُبّة على أعلى نقطة جبلية في القبيطة، بحيث تطل على مساحات واسعة من جنوب شرق محافظة تعز وشمال غرب محافظة لحج، كما تشرف على الطريق الإقليمي الرابط بين تعز وعدن عبر خط كرش–الشريجة.
ووصف ناشطون ما جرى بأنه جريمة بحق الهوية اليمنية، داعين الجهات المعنية والمنظمات المختصة بالتراث الثقافي لفتح تحقيق فوري، وتقديم مرتكبي الحادثة إلى العدالة، إلى جانب بذل جهود لحماية المعالم الدينية والتاريخية المتبقية في المنطقة.
وأدان الناشط الحقوقي أنس القباطي الهجوم على القُبّة، قائلاً: "للأسف، نحن نعيش أسوأ مراحل الانحطاط التي مرت بها اليمن. قُبّة أثرية صمدت لقرون، ومرت عليها أجيال دون أن تمسّها بسوء، حتى جاء هؤلاء الجهلة ليهدموا جزءاً من تاريخ مادي يحكي عن مرحلة تاريخية مضت ولن تعود". داعيًا إلى إغلاق صنبور الأموال الذي يصنع بيئة خصبة لتكاثر مثل هذه الكائنات، اليوم يستهدفون تاريخ اليمن".
ويرى كثيرون أن الهدم لم يكن تصرفًا فرديًا فحسب، بل جزءًا من سياق أوسع لتآكل التراث المادي في اليمن، وسط بيئة أمنية وسياسية ضعيفة تسمح لمثل هذه الهجمات. ويُحذِر المراقبون من أن تدمير الهوية المادية قد يرافقه تآكل في الهوية الروحية والثقافية، وهو ما قد يفتح الباب أمام نزعات أكثر تطرفًا أو عدائية مستقبلًا.
من بين المطالب التي أطلقها الناشطون إلى ضرورة التحرك لتعزيز الحماية القانونية للمواقع الأثرية، وربطها بدعم من المنظمات الدولية المختصة، والتصدي للتطرف الذي يُستخدم في تضخيم خطاب الكراهية والتدمير ، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية خاصة في المدارس للتعريف بأهمية التراث ودوره في الهوية الوطنية والدينية.
>
