تخبط حوثي بعد اغتيالات إسرائيلية.. قيادات الجماعة تحت حصار أمني شديد
الحوثي تحت المجهر - منذ 38 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:
تشهد ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن حالة من التخبط والخوف المتزايد بعد سلسلة اغتيالات استهدفت قياداتها العليا، أبرزها مقتل القيادي العسكري محمد الغماري، على خلفية عمليات استخباراتية وصفتها مصادر مطلعة بأنها دقيقة ومنسقة نفذتها إسرائيل.
هذه التطورات دفعت الجماعة بحسب تقرير نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" إلى تشديد إجراءاتها الأمنية بشكل غير مسبوق لحماية قادتها من أي استهداف محتمل. حيث كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة ألزمت قادتها بموجة احترازية واسعة شملت منع التواصل بين القيادات بمختلف الوسائل التكنولوجية، وإيقاف أنظمة المراقبة الإلكترونية، وتعطيل الكاميرات في مقار الجماعة ومناطق سيطرتها.
كما جرى تكليف القادة باستبدال سياراتهم وأسلحتهم الشخصية بشكل مستمر، واستخدام ملابس ثقيلة لتغيير المظهر الخارجي، وتغيير وسيلة التنقل عند دخول أي موقع أو مبنى لتعقيد عمليات التتبع.
وتأتي هذه الإجراءات بعد اغتيال القيادي العسكري في حزب الله اللبناني، أبو علي طبطبائي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أثار مخاوف الحوثيين من حصول أجهزة استخباراتية على معلومات دقيقة عن مواقع تحركات قياداتهم، خصوصًا بعد نجاح إسرائيل سابقًا في اغتيال عدد من قيادات الجماعة في اجتماعات سرية.
وأكدت المصادر أن الجماعة اكتشفت أن أجهزة المراقبة والكاميرات المرتبطة بالإنترنت تعرضت لاختراق من قِبل الاستخبارات الإسرائيلية، ما مكّنها من تحديد مواقع الاجتماعات وخطوط سير القيادات العليا والتحقق من هوياتهم. وجرى اغتيال القيادي الغماري بعد عملية متابعة دامت نحو ثلاثة أشهر، تضمنت تتبع تحركاته وموقعه باستخدام أنظمة المراقبة والكاميرات، وتحديد نوع جهاز اللاسلكي الذي يستخدمه، وهو طراز «موتورولا TLR7» مطابق لما يُصنع في إسرائيل ويُستخدم لمهام المراقبة والاستخباراتية.
وعلى خلفية هذه العمليات، طبقت الجماعة الحوثية تعليمات صارمة شملت تغيير مظهر القادة فور دخول أي موقع، واستخدام وسائل نقل مختلفة، لتقليل احتمالية التعقب. كما تم تكتم الجماعة على مقتل الغماري، واستمرت بنشر أخبار عنه لأكثر من شهر ونصف الشهر قبل الاعتراف بوفاته رسميًا في 16 أكتوبر 2025.
وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت قادة الجماعة خلال حفلات تخرج دفعات أمنية وعسكرية في معسكراتها ومدارسها، واستطاعت تحديد مواقعهم ومتابعة سياراتهم وأجهزة اللاسلكي المستخدمة. وتخشى الجماعة من أن أي اختراق لشبكات الاتصال العامة أو الخاصة قد يؤدي إلى كشف مواقع قيادات إضافية، ما يزيد من حالة الذعر والتشدد الأمني بينها.
وتعكس هذه التحركات الأمنية الحوثية حالة تخبط متزايدة في إدارة الجماعة، وسط ضغوط خارجية متواصلة، ما يوضح حجم التأثير الاستخباراتي الإسرائيلي على الجماعة، ويبرز المخاطر الكبيرة التي تواجه قياداتها العليا في ظل استمرار النزاع في اليمن.
>
