تعز تحت الابتزاز.. الحوثيون يحولون المدخل الشرقي إلى نقطة جباية

السياسية - منذ 3 ساعات و 50 دقيقة
تعز ، نيوزيمن، خاص:

عمدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران إلى إغلاق المدخل الشرقي لمدينة تعز بشكل مفاجئ، قبل أن تعاود فتحه لاحقًا بعد فرض رسوم وجبايات جديدة على الشاحنات التجارية، في خطوة وُصفت بأنها ابتزاز مباشر يستهدف حركة النقل والتجارة.

وأكدت مصادر محلية أن المليشيا منعت في ساعات الصباح الأولى عبور الشاحنات المتوسطة والصغيرة، وأبقت المنفذ مغلقًا أمام السائقين، قبل أن تسمح بمرورهم مقابل دفع مبالغ مالية أُقرت بالقوة، ما فاقم من معاناة سائقي الشاحنات وأربك حركة الإمدادات.

ويُعد المدخل الشرقي أحد أهم الشرايين الحيوية لإمداد مدينة تعز، حيث تعتمد عليه حركة نقل البضائع والمواد الغذائية والسلع الأساسية، ويؤدي تعطيله أو استغلاله لفرض جبايات غير قانونية إلى زيادة كلفة النقل، وانعكاس ذلك مباشرة على أسعار السلع في الأسواق المحلية.

وحذّرت مصادر اقتصادية من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأخر وصول الإمدادات، ما يضاعف من الأعباء المعيشية على المواطنين، خصوصًا في ظل التدهور الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر.

وأشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي باتت تعتمد بشكل متزايد على استغلال المنافذ الرئيسية وخطوط التماس في تعز ومحافظات أخرى لفرض جبايات مالية تحت مسميات "رسوم جمركية" و"ضرائب"، لافتة إلى أن هذه الأموال لا تُستخدم لصرف مرتبات الموظفين، بل تُوظف لإثراء قيادات الجماعة وتمويل عملياتها العسكرية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه تقارير الأمم المتحدة أن القيود المفروضة على الطرق المؤدية إلى تعز أسهمت بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الإنسانية وعرقلة وصول المساعدات ورفع تكاليف النقل والتجارة. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن فتح الطرق في تعز يُعد عاملًا أساسيًا لتخفيف المعاناة الإنسانية وتحسين الوصول إلى الغذاء والخدمات الصحية.

كما أكدت تقارير دولية أن استمرار إغلاق الطرق وفرض القيود والجبايات غير القانونية يهدد الأمن الغذائي ويزيد من هشاشة الوضع الاقتصادي في المدينة، التي تعتمد بشكل شبه كلي على الإمدادات القادمة من خارجها.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار هذا التصعيد إلى تعقيد الوضع الإنساني في تعز، مطالبين بفتح الطرق بشكل كامل وضمان حرية حركة البضائع والمساعدات، بما يخفف من معاناة مئات الآلاف من السكان.