محاولة نهب أراضٍ تفجّر مواجهات مسلحة بين مواطنين وقيادي حوثي في صنعاء

السياسية - منذ 8 ساعات و 17 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تشهد ضواحي صنعاء منذ أيام تصعيدًا أمنيًا خطيرًا، على خلفية محاولة قيادي بارز في ميليشيا الحوثي نهب أراضٍ مملوكة لمواطنين بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة متواصلة منذ عدة أيام، في مشهد يعكس تصاعد سياسة فرض الأمر الواقع ونهب الممتلكات العامة والخاصة في مناطق سيطرة الجماعة.

وبحسب مصادر محلية، تتواصل لليوم الرابع على التوالي مواجهات مسلحة في قرية الغرزة بمديرية همدان شمال صنعاء، بين سكان القرية وقوات تابعة للقيادي الحوثي محمد أحمد الجمل، المكنّى بـ"أبو صلاح"، بعد محاولاته فرض السيطرة على مساحات من أراضي المواطنين مستخدمًا القوة العسكرية.

وأفادت المصادر أن التوتر في القرية يعود إلى أكثر من شهر ونصف، إلا أنه بلغ ذروته خلال الأيام الثلاثة الماضية، عقب شروع الجمل في تنفيذ أعمال تجريف واستحداث بالقوة، في إطار مساعٍ لانتزاع الأراضي وإخضاع الأهالي، ما دفع السكان إلى التصدي المسلح دفاعًا عن ممتلكاتهم.

وذكرت المصادر أن الحملة ضمّت عناصر من الشرطة العسكرية التابعة لسلطة الحوثيين في صنعاء، في مؤشر على استخدام أجهزة أمنية رسمية كغطاء لعمليات الاستيلاء، غير أن الأهالي تمكنوا من صدّ القوة المهاجمة وإجبارها على التراجع، وسط استنفار قبلي واسع وتوتر أمني مستمر في المنطقة.

وفي محاولة لاحتواء التصعيد، تدخلت لجنة وساطة قبلية تضم مشايخ ووجهاء من مديرية همدان ومناطق مجاورة، غير أن المصادر أكدت أن الوضع لا يزال هشًا، في ظل غياب أي ضمانات حقيقية لوقف محاولات السيطرة على الأراضي، واستمرار المخاوف من تجدد الاشتباكات واتساع رقعتها.

وتأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من انتهاكات موثقة تتعلق بنهب الأراضي والعقارات في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تؤكد تقارير حقوقية دولية أن قيادات حوثية بارزة استغلت النفوذ العسكري والأمني للاستيلاء على أراضي الدولة والمواطنين، لا سيما في محيط صنعاء، مستخدمة التهديد والقوة وقرارات صادرة عن جهات غير قانونية.

فقد وثّقت تقارير حقوقية محلية ودولية حالات مصادرة أراضٍ وممتلكات خاصة في صنعاء ومناطق أخرى، واعتبرت ذلك جزءًا من نمط أوسع من الانتهاكات الاقتصادية التي تهدف إلى تمويل الجماعة وإثراء قياداتها على حساب المدنيين. كما أشارت تقارير خبراء الأمم المتحدة المعنيين باليمن إلى تورط شخصيات نافذة في الجماعة في الاستيلاء على أراضٍ وعقارات بالقوة، محذّرين من أن هذه الممارسات تُغذي النزاعات المحلية وتُقوّض النسيج الاجتماعي

ويرى مراقبون أن استمرار هذه السياسات قد يدفع إلى انفجارات اجتماعية وقبلية أوسع، في ظل انسداد قنوات العدالة وغياب مؤسسات قضائية مستقلة، مؤكدين أن لجوء المواطنين إلى السلاح للدفاع عن ممتلكاتهم يعكس حجم الاحتقان وفقدان الثقة بأي حلول سلمية في مناطق سيطرة الحوثيين.

وتحذر الأوساط المحلية من أن قرية الغرزة قد لا تكون سوى نموذج مصغّر لما تشهده ضواحي صنعاء من صراع صامت على الأراضي، مرشّح للتحول إلى مواجهات مفتوحة ما لم تتوقف عمليات النهب المنظم وتُفرض حلول عادلة تضمن حقوق السكان.