تراجع ملحوظ في إقبال اليمنيين على التسجيل لموسم الحج القادم

السياسية - منذ ساعة و 48 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

يشهد موسم الحج القادم في اليمن تراجعًا لافتًا في أعداد المسجلين، في مؤشر يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، وتأثيرها المباشر على واحدة من أهم الشعائر الدينية لدى اليمنيين. فبعد سنوات كانت فيها حصص الحج تُستكمل مبكرًا، تؤكد مصادر في وكالات الحج المعتمدة أن الإقبال هذا العام جاء ضعيفًا جدًا مقارنة بالمواسم السابقة، وسط توقعات بأن تكون أعداد الحجاج من اليمن الأدنى منذ أعوام.

وأرجعت مصادر عاملة في قطاع الحج هذا التراجع إلى الارتفاع الكبير في تكلفة أداء المناسك، حيث بلغت أسعار الحج قرابة 15 ألف ريال سعودي، أي ما يزيد عن 6 ملايين ريال يمني في مناطق الحكومة الشرعية، وأكثر من مليوني ريال يمني في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وهو مبلغ يفوق قدرة شريحة واسعة من المواطنين في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، وتأخر صرف المرتبات، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وأوضحت المصادر أن هذه التحديات الاقتصادية انعكست بشكل مباشر على حصة اليمن الرسمية من الحجاج، والبالغة أكثر من 24 ألف حاج، مشيرة إلى أن العديد من وكالات الحج المعتمدة تقدمت بطلبات رسمية إلى وزارة الأوقاف والإرشاد لتقليص الأعداد المخصصة لها، نتيجة ضعف الإقبال على التسجيل.

وفي هذا السياق، أعلن قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف والإرشاد في العاصمة عدن، عن اقتراب موعد انتهاء تسجيل الحجاج لموسم حج 1447هـ، والمحدد في 30 رجب 1447هـ، الموافق 19 يناير 2026، مؤكدًا أن تحديد هذا الموعد يأتي التزامًا بالترتيبات المعتمدة من وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، وبما يتوافق مع الوثيقة التنظيمية لموسم الحج.

وقال القطاع، في إعلان رسمي، إن اعتماد موعد نهائي مبكر يهدف إلى استكمال الإجراءات التنظيمية والفنية في وقت مناسب، ورفع مستوى الجاهزية، وضمان تقديم خدمات أفضل للحجاج. وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة أدت إلى ضعف الإقبال خلال الفترة الماضية، ما دفع عددًا من المنشآت المعتمدة للمطالبة بتخفيض حصتها، وهو ما أسفر عن تقليص العدد المعتمد بأكثر من أربعة آلاف حاج لهذا الموسم.

وأكد قطاع الحج والعمرة أن هذا التراجع يعكس أهمية التفاعل المبكر مع إجراءات التسجيل، داعيًا المواطنين المستوفين للشروط والراغبين في أداء فريضة الحج إلى الإسراع باستكمال معاملاتهم عبر المنشآت المعتمدة قبل انتهاء المهلة المحددة، محذرًا من أن التأخير قد يؤدي إلى فقدان فرصة الحج هذا العام، في ظل الالتزامات التنظيمية الصارمة والجدول الزمني المعتمد من الجهات المختصة.

ويرى مختصون أن استمرار هذا التراجع ينذر بتداعيات أوسع، في بلد اعتاد مواطنوه على اعتبار الحج هدفًا مركزيًا في حياتهم، إلا أن الواقع الاقتصادي القاسي بات يفرض قيودًا غير مسبوقة، حتى على أداء الفرائض الدينية، في انتظار حلول اقتصادية ومعيشية تخفف من وطأة الأزمة المستمرة.