تقارب حوثي – إخواني جديد على "أرض الصومال" يستهدف الجنوب
السياسية - Monday 29 December 2025 الساعة 09:45 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:
في تطابق جديد، ربطت جماعتا الإخوان والحوثي في اليمن بين الخطوة الإسرائيلية بالاعتراف بما تُسمّى «جمهورية أرض الصومال» وبين التطورات الأخيرة في محافظتي المهرة وحضرموت.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضية، اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» دولةً مستقلة وذات سيادة، لتصبح بذلك أول دولة تعترف بها.
هذا الاعتراف، الذي قوبل برفض وتنديد عربي وإفريقي واسع، تهدف من خلاله تل أبيب، بدرجة أساسية، إلى إنشاء قاعدة متقدمة لشن هجمات ضد جماعة الحوثي في اليمن، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وبحسب صحيفة «معاريف» العبرية، فإن الاعتراف بأرض الصومال يمنح إسرائيل عمقًا استراتيجيًا وإمكانيات عملياتية جديدة للقوات الجوية، ويقوّي «السلاح الطويل» ضد جماعة الحوثي في اليمن وداعميها في إيران.
وأوضحت أن بُعد الحوثيين عن إسرائيل لمسافات طويلة جعل من الصعب على إسرائيل خوض قتال مستمر وقوي ضد الحوثيين، في حين أن وجودها في أرض الصومال يمنح الطيران الإسرائيلي فرصة للتزود بالوقود جوًا، ما يسهل التخطيط لعمليات هجومية في عمق مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
ورغم هذا الوضوح الإسرائيلي في خطوة الاعتراف بـ«أرض الصومال»، جرى تناولها وربطها بالأحداث الأخيرة في محافظتي المهرة وحضرموت، وسيطرة القوات المسلحة الجنوبية عليهما.
ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن سيطرة القوات الجنوبية جاءت بهدف تأمين المحافظتين من تواجد عناصر التنظيمات الإرهابية، وقطع خطوط التهريب لمليشيا الحوثي، التي كان يتم تسهيلها من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على جماعة الإخوان.
وخسارة جماعتَي الإخوان والحوثي من هذا المشهد دفعتها إلى الربط بين الأحداث في محافظتي المهرة وحضرموت وبين الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال»، للتحريض ضد خصوم الجماعتين في الداخل.
وخلال اليومين الماضيين، كثفت جماعة الإخوان، عبر وسائل إعلامها وناشطيها على منصات التواصل الاجتماعي، تقديم رواية تحاول الربط بين الحدثين، بل تزعم أنهما ضمن مؤامرة «إسرائيلية» لتهديد دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية ومصر.
وجرى تدعيم هذه الرواية الإخوانية بمزاعم عن وجود اتصالات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وإسرائيل للحصول على اعتراف مماثل بالدولة الجنوبية، وهي مزاعم سبق أن نفاها المجلس الانتقالي.
ولم يقتصر هدف الرواية الإخوانية على التحريض ضد المجلس الانتقالي، بل امتد ليشمل التحريض على الدور الإماراتي في اليمن، وحلفاء أبوظبي على الأرض، وفي مقدمتهم المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
وكان لافتًا تعمّد جماعة الإخوان عدم ذكر جماعة الحوثي في سياق الحديث عن خطوة الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال»، بل ذهب إعلامها وناشطوها إلى استعارة خطاب جماعة الحوثي.
فالهجوم الإخواني ضد الدور الإماراتي وحلفاء أبوظبي على الأرض تضمّن اتهامات بالعمل ضمن المشروع الإسرائيلي، وترديد مزاعم الحوثي باتهام التحالف بتنفيذ مؤامرات غربية ـ إسرائيلية لتقسيم وتفتيت الدول العربية.
وفي حين التزمت جماعة الحوثي الصمت، خرج زعيمها عبد الملك الحوثي، مساء الأحد، ببيان تعليقًا على خطوة الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال»، ليؤكد فيه بوضوح التطابق التام مع الخطاب الإخواني.
واعتبر زعيم الجماعة الحوثية أن الخطوة الإسرائيلية «تستهدف اليمن والبحر الأحمر والبلدان المطلة على ضفتي البحر الأحمر»، وزعم أنها تهدف إلى «تفتيت دول المنطقة في خطة لا تقتصر على الصومال»، داعيًا دول المنطقة إلى التصدي لها بالتعاون مع جماعته.
وهدد الحوثي باتخاذ ما أسماها «كل الإجراءات الداعمة الممكنة للوقوف مع الشعب الصومالي»، ومنها «اعتبار أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال هدفًا عسكريًا» لمليشيا الحوثي، «باعتباره عدوانًا على الصومال وعلى اليمن، وتهديدًا لأمن المنطقة».
>
