الشركات المحلية والأجنبية في اليمن بين تهديدات ذراع إيران وتطمينات الحكومة

إقتصاد - Friday 07 October 2022 الساعة 06:14 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

تعيش الشركات المحلية والأجنبية العاملة في اليمن في قطاع النفط والملاحة في تضارب بين إيقاف نشاطها استجابة لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية، أو الاستمرار في عملها بعد تطمينات الحكومة لها.

ومنذ انتهاء الهدنة الإنسانية في الثاني من أكتوبر الجاري، دأبت الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، على توجيه التهديدات للشركات الأجنبية العاملة في مناطق الشرعية، ومطالبتها بمغادرة البلاد قبل استهدافها عسكرياً تحت مزاعم الحفاظ على ثروات البلاد.

تهديدات الحوثي بدأت بتوجيهات من رئيس ما يسمى المجلس السياسي مهدي المشاط، للجنة الاقتصادية التابعة لهم بشأن رسائل للشركات الأجنبية تطالبها بالتوقف النهائي عن ممارسة نشاطها في اليمن وهو ما أكدته هذه اللجنة في بيان صادر عنها الثلاثاء الماضي، حيث قالت إنها حررت خطابات نهائية لجميع الشركات النفطية المحلية والأجنبية وشركات الخدمات النفطية والشركات الملاحية تضمنت إلزامها بالتوقف الفوري عن جميع أعمالها.

هذه التهديدات أعقبها بيانات حكومية صادرة عن وزارتي النقل والنفط والمعادن، دعت الشركات النفطية والوكالات الملاحية إلى عدم الالتفات للمذكرات غير القانونية الصادرة عن ممثلي مليشيا الحوثي الانقلابية وعدم التعامل والتواصل بأي صورة مع تلك الجهات غير الشرعية والتابعة للمليشيات الحوثية بصنعاء التي تنتحل صفات جهات ووزارات بالحكومة الشرعية.

وفي حين أكدت وزارة النقل لجميع الشركات حرصها الدائم على استمرار التعاون والتنسيق المستمر معها لمواجهة أي طارئ وعدم السماح بأي أضرار قد تسببها تلك التهديدات التي وجهتها ذراع إيران بالمخالفة الصريحة للقوانين المحلية والدولية والاتفاقيات المتعلقة بالبحار وحماية حرية الملاحة الدولية.

فإن وزارة النفط والمعادن، اعتبرت بيان ومخاطبات الحوثيين نهجا مليشاويا يكشف الحقيقة الإرهابية لهذه المليشيات المتمردة على الإرادة المحلية والقرارات الدولية، مجددة التأكيد لكل الشركات العاملة في القطاع النفطي والتعديني تقديم وزارة النفط والمعادن كل أشكال الدعم والمساعدة لها وتذليل الصعوبات التي تواجهها للاستمرار في أعمالها وفقاً للاتفاقيات والعقود الموقعة مع الحكومة.

الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي ماجد الداعري، في تدوينات على حسابه في الفيسبوك، سخر من تهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وقال إن الحوثيين توعدوا وهددوا بكل خياراتهم العسكرية المتاحة لفرض شروطهم التعنتية، متسائلاً عن سبب تأخرهم في تنفيذ تهديداتهم بقصف شركات النفط في اليمن والسعودية والإمارات الذي أرجعه إلى اعتيادهم على الكذب.

وفي الوقت نفسه قلل الداعري من أهمية البيانات الصادرة عن وزراتي النقل والنفط، وقال "كنت أعتقد أنهما سيردان على المخاطبات التهديدية من حكومة الحوثيين لتلك الشركات النفطية المهددة اليوم فعلا بصواريخ ومسيرات تلك المليشيات، بخطابات حكومية مسؤولة وعقلانية، توضح الخطة التأمينية المتخدة من قبلها -بالتنسيق والتعاون مع قوات التحالف-لتأمين عمل تلك الشركات بمنظومات حماية جوية للتصدي لأي خطر هجومي مليشياوي محتمل".

ويرى الداعري أن لا يمكن لأي مذكرات حكومية كتبت بهذه الصيغة الجوفاء، أن تقدم شيئا أو تؤخر، بالنسبة لإقناع الشركات النفطية بالاستمرار في عملها من عدمه، في ظل تهديدات المليشيات باستهدافها وهي التي تعتمد أساسا في ممارسة أنشطتها، على ضرورة توفر بيئة عمل آمنة مناسبة لخبرائها وموظفيها وأدواتها ومعداتها المختلفة.