عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

جولات جديدة حرب

Wednesday 08 March 2023 الساعة 09:07 am

مهاد..

أفرغ المبعوثان الأممي والأمريكي حمولتهما من الكلام حول السلام والحل الشامل في اليمن ولم يشتر البضاعة أحد.

المبتدا..

توقفت المشاورات السعودية - الحوثية حيث ابتدأت وعادت وفود مسقط بخفي حنين من صنعاء وشيء من زبيب في أكياس ملونة، والمحاولات التي يجريها المبعوث الأممي أضحت سرابا وهروبا منه إلى الأمام والذهاب إلى أعمال ليست في جوهر المشكلة اليمنية، التي لا تزال بعيدة المنال عن خيارات الحل السياسي.

الخبر..

ما يقوم به المبعوث يبدو كورش العمل والندوات التي تقوم بها المنظمات غالبا، وهو تحصيل حاصل، ونشاط لا يستفيد منه سواه وفريقه وبعض المشاركين.

 إنه باختصار.. بيع الوهم والذهاب إلى أنشطة مريحة سهلة ممتنعة، لكنها غير واقعية ولا مفيدة في صلب الموضوع.

كل المعطيات السياسية والعسكرية في اليمن تؤكد أن ما يقوم به المبعوث وسابقوه فرضيات حماسية مبنيٌة على أوهام، أو أنها نوع من النشاط من أجل البقاء في العمل وإقامة حجة المحاولة وإيجاد مفردات كي يقدم تقارير عمل دورية.

الجملة..

يبدو الأمر نوعا من الترفيه السياحي وليس نشاطا سياسيا ذا جدوى.

 هذه الأنشطة والمشاورات الوهم، لها تأثير كبير في صرف مجرى الأحداث في اليمن إلى مسارب الضياع وإطالة أمد الصراع، وإعطاء أماني ووعود ليس لها محل من الإعراب وهي مبنية للمجهول ابتداء وانتهاء، وخداع بصري مع سبق إصرار وترصد، تعطي تصورات خاطئة في الأمم المتحدة عن إمكانية الحل السياسي مع عصابة الحوثي والتعاطي سياسيا معها وتفرغ كل القرارات الأممية ضدها من مضمونها.

على وجه التأكيد لا نعلم أن ما يقوم به المبعوث من مخاتلات وأنشطة وزيارات عبثية، لا نعلم أن ذلك أمر متعمد منه هدفه القيام بأنشطة وسلوك وظيفي بحت، أم أنه وهم في مخيلته ناتج عن قصور في فهم الوضع اليمني؟

 وفي كلا الحالتين فإن ذلك يبعث على الأسى والحزن والشفقة أيضا في وصول النشاط الأممي إلى حالة من العبثية والفساد في كل تفاصيله الإنسانية والسياسية، وهدره لأموال طائلة كان يمكن وضعها في سلة الاحتياجات الإنسانية التي يتهرب المجتمع الدولي من استحقاقها. 

كما حصل في مؤتمر المانحين الأخير الذي عجز عن الوعد حتى بنصف المطلوب منه ناهيك أن الوعود أحيانا لا تصل كاملة.

السياق..

في ما مضى من السنوات وحتى اليوم يمكن توصيف كل تقارير وإحاطات وزيارات وأسفار وأنشطة المندوبين والمباعيث الأمميين في اليمن أنه نوع من إقامة الحجة أمام الأمم المتحدة.

الحال..

الشرعية أصبحت تدرك أن عليها الاستعداد لجولات حرب جديدة في ظل هجوم المليشيات على حريب والاستفزاز في تعز والضالع، وهو أمر يستدعي التنسيق مع التحالف من جديد لوضع نقاط محددة لكيفية إدارة معركة بشكل مختلف.

على سبيل الختم:

 المرحلة القادمة تتطلب دوراً عسكريا وسياسياً خليجياً أكبر بقيادة سعودية - إماراتية موحدة ومنسجمة وإعادة النظر من جانب الشرعية في إخفاقاتها العسكرية الماضية وعدم الركون إلى الطبخات البريطانية والأمريكية التي لا تغني من جوع وهي طبخات يراد فرضها من خلال "خريطة كيري" القديمة المنحازة للانقلاب بتعديلات أكثر سوءا.

لقد كانت وما زالت المبادرة الخليجية مفتاحاً لإنقاذ اليمن ويجب أن تكون هدفا للتنفيذ وليس شعارا فقط.

وهذا الهدف لن يتم إنجازه إلا بأيادٍ يمنية ودعم خليجي مشترك.

 وإذا أردنا السلام فالحرب هي الخيار الوحيد الذي فرضته إيران واقعا على المنطقة حتى يتغير شيء في إيران وهو ليس ببعيد.