لا تستغرب عزيزي المواطن عندما ترى قيادات الدولة والسلطة تتنابز بالتصريحات، وتتقاذف الاتهامات، فالمثل الشعبي يقول: "إذا تضارب الرباح أوبه على جربتك".
تضاربت مصالحهم الآن، وباتوا بحرب تقاسم الكعكة، بعد أن وضحت كل أسرار لصوص السلطة والحكومة وظهرت فضائحهم، وتلاعبهم بمصير شعب ووطن، بما قاموا به من نهب على المكشوف على مسمع ومرأى من العالم.
مليارات الدولارات تُنهب من خزينة البلد لمشروعات يدخل ريعها لجيوب المسؤولين (اللامسؤولين)، غسيل أموال، سرقة إيرادات القطاعات الحكومية من غاز ونفط واتصالات وكهرباء...
تلاعب فاق حده، تبادل اتهامات بين لصوص الحكومة ونشر غسيلهم (الوسخ) فقد اشتركوا بالفساد وتعادوا على تقسيم مسروقاتهم، لكنهم جميعًا لصوص وشحاتون، نهبوا وافقروا البلاد، وجوعوا الناس وينطبق عليهم (ما شافوهم يسرقوا وشافوهم يتحاسبوا).
كم هو مُخزٍ أن يتحول المسؤول إلى "محتال، سمسار، شحات"، يسرق ويبطش ويبغي، بينما وضع بلده وناسه في الحضيض!
كم هو قاسٍ ومؤلم أن ينعم مثل هؤلاء المحتالون والخونة بالثراء والرفاهية بينما الكادحون الغلابى يصطلون بنيران الحاجة والحرمان، ولا يجدون حتى قوت يومهم!
هؤلاء الذين في الحكومة من رئيسها وحتى وزرائه وحاشيته، هم أنفسهم من كانوا في بداية البدايات بين الجموع الغفيرة يُطلِقون -هم القوى والتنظيمات السياسية- الوعود الرنانة بأنهم سيبنون دولة قوية حضارية خالية من الأزمات والفقر والجوع والمرض.. وسنشهد نقلة نوعية في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والسياحية، وسنصبح في مصاف الدول المتقدمة..!!
قالوا سنصبح شعبًا مرفهًا يحظى بكل حقوق المواطنة، ولن يكون على أرض اليمن جائع واحد.. سنبني ونعمر ونزرع ونحصد..!
ماذا حدث بعد ذلك؟
فبعد كل تلك الوعود، حدثت انتكاسة وطن، الكل تبرأ من وعوده.. الكل فتح (جرابه) وعباها سرقات وأموالا منهوبة وضاعفوا معاناة البلاد، حرب، وخراب وافقار للدولة وتشتت، تمزق، تشرذم، انقسام اليمن لعدة دويلات، وكل دويله عليها حاكم، وكل حاكم فيها أشد ظلمًا وجبروتًا من الآخر، وملأ الفساد البر والبحر والسماء!!!
حري بهم، بعد كل هذه الفضائح، تقديم استقالاتهم، لو ما زال لديهم القليل من ماء الوجه، وأن يُقدَموا لمحاكة عاجلة إزاء كل جرائمهم بحق شعب، ووطن مذبوح.
فمتى سينتهي جبروتكم وترحلون؟
