عمار علي أحمد

عمار علي أحمد

تابعنى على

اليمن بين نار إيران وخصومة إسرائيل: غياب البوصلة الوطنية

منذ 6 ساعات و 18 دقيقة

الجدل والنقاش حول الموقف من المواجهة بين ايران وإسرائيل يُعيد التذكير بأزمة اليمن ومأساتها

مأساة تتجسد في وعي وتفكير اليمني فرد او نخبة أو جماعات

لدينا وهم بأننا "أصل العرب" أو "أصل البشر"، فننذر أنفسنا لمعارك وقضايا الآخرين ويمكن ندمر بلادنا من أجل ذلك، أما اليمن فهي آخر شي.

لا نحدد العدو من الصديق وفق مصلحتنا نحن كيمنيين، لا نشعر أصلا بأن لنا قضية ووطن يكون هو الأساس والمعيار في علاقتنا مع الآخرين.

أغلب أحزابنا تأسست على فكرة أو مشروع مستورد من الخارج، خضنا في الماضي معارك واصطفينا مع دول وجهات ومعسكرات لم تكن لنا أي مصلحة في ذلك. 

بنت لنا الكويت أكبر جامعة وحين غزاها صدام حسين هتفنا له رغم أنه لم يبني لنا فصلاً دراسياً، هذا نموذج بسيط لتفكيرنا ومواقفنا يمكن القياس عليها.

اليوم علينا أن نقف مع إيران التي اشعلت الحرب في اليمن التي قتلت 350الف يمني، حتى لا نقف مع إسرائيل لأنها قتلت 50 الف فلسطيني في غزة.

رغم أن الوقوف ضد إيران حالياً لا يعني إطلاقاً تأييد إسرائيل، وحتى إذا انتصرت الأخيرة وهُزمت الأولى، لا يعني أنها ستتحول إلى صديق أو حليف 

الأمر فقط أننا سنفرح بزوال عدونا في اليمن، وستبقى إسرائيل عدوة لنا.

بل المقرف أنه حتى إذا أتخذ يمني موقف الحياد ودعا "اللهم أهلك الظالمين بالظالمين" سيشتم ويسب ليس من الحوثي بل ممن يدعي أنه ضد الحوثي

لأنه يرى المحايد خائن وصهيوني، ولا قيمة عنده الآن لـ 350 الف يمني قتلوا بسبب إيران المهم هم الـ 50 الف فلسطيني، فهم الشهداء وهناك القضية، ولا مشكلة أن تنتصر إيران وتقتل 350الف يمني مستقبلاً.

المضحك المبكي حين تجد يمني يُهين يمني آخر باسم قضية فلسطين لإنه الآن ضد إيران، في حين إنك لن تجد فلسطيني يُهين فلسطيني آخر من أجل اليمن لأنه تحالف مع إيران.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك