كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

لا تحدثني من هم… حدثني من أنت

منذ 3 ساعات و 7 دقائق

منذ خلق الله آدم، بل منذ خلق الكون بكل كائناته في سماه أو في أرضه، ملائكته وأنسه وجنه، لا يمكن لجماعة أو فرد صناعة تاريخ وأمجاد لنفسها، أو فرض محبتها وقبولها، أو تجميل صورتها وإبراز مميزاتها وأفضلّيتها عن طريق تشويه صورة الآخرين والتقليل منهم، والبحث خلف عيوبهم والاجتهاد لتشويههم فقط لا غير.

حتى إبليس عندما قال: "أنا خير منه"، لم يستند لإثبات هذا الادعاء بالحديث عن عيوب آدم وشتمه وسبه والإساءة إليه، بل استند لتأكيد ادعائه على أفضلّيته بالحديث عن ما يمتلكه هو من مميزات تميّزه عن آدم، لا عن عيوب آدم. قال: "خلقتني من نار"، تأكيدًا لادعاء الأفضلية، ودون حتى الإساءة لآدم، الذي خُلق من طين، لا علاقة له بشخصه، أو شكله، أو لونه، أو حياته، أو فائدته.

ترى نفسك الأفضل والأحق؟

لا تحدثني إذًا عن عيوب ومساوئ الآخرين كدليل على ادعائك، بل حدثني عن امتيازاتك أنت التي تجعلك الأفضل:

ماذا قدمت؟

ماذا عملت؟

ماذا أنجزت؟

نماذج كثيرة:

سلطة، مكان عمل، قرية، حارة، محيط، عائلة…

دعك من الحديث عن عيوب الآخرين والاجتهاد لتشويههم والجري خلفهم لمعرفة عيوبهم، حتى تثبت للآخرين أنهم سيئون، وحدثني عن مميزاتك أنت التي تمتلكها وتميزك عنهم.

يجاهدون فقط لإثبات فشل غيرهم، لتشويه صورهم، والبحث عن عيوبهم، والعمل المتواصل من أجل الإساءة إليهم، للتحريض على كراهيتهم، لطمس تاريخهم وأسمائهم.

لكنهم بالمقابل لا يقدمون شيء يثبت أن نموذجهم الأفضل، ويجعل الآخرين من تلقاء أنفسهم يمجدون أسمائهم، ويمتدحون أعمالهم، ويتحدثون عن عيوب من سبقهم أو مساوئ من ينافسهم، دون أن يتحدثوا عنهم بسوء.

مجرد أحقاد…

والأحقاد لا تصنع أمجادًا، ولا تكتب تاريخًا، ولا تخلّد أسماء.

دعك من عيوب الآخرين، وقدم للناس مميزاتك، ودع لهم التقييم… لم تقدم شيء يُذكر؟ لن تغيّر إساءتك الواقع، بل تؤكد أنك مجرد لا شيء، وفقط كتلة غل وفشل.

من صفحة الكاتب على منصة إكس