خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

شراكة الخراب.. بين صواريخ إسرائيل ومغامرات الحوثي في اليمن

Sunday 24 August 2025 الساعة 09:41 pm

غارات إسرائيلية على صنعاء (الآن)؛ محطات كهرباء ونفط ومنشأة رئاسية. لا معلومات عمّن كان متواجداً فيها، ولكن حجم اللهب المتصاعد من الغارات يعكس طبيعة وحمولة الصواريخ المستخدمة، وربما نوعية الهدف.

لا يهم الحوثي ما الذي يحققه من مناوشات صبيانية لإسرائيل؛ فهو كيان يستهويه عقلية البطل، في القصف غير المنتج أو حتى في تلقي الضربات الموجعة. وفي الحالتين يرتدي ثوب البطولة ويدّعي نصرة المظلومية، بل وتذهب مرتفعاته الإعلامية ونخبه إلى حد شكر إسرائيل؛ لأنها منحته الشرف في العيش بذات قاع جهنم غزة.

الجيش الإسرائيلي أعلن عن استهداف، بتوجيه استخباري، لبُنى عسكرية تحتية تابعة للحوثي في صنعاء، ومجمع عسكري يضم القصر الرئاسي. دمار مهول على الأرض يكاد أن يدخل ضمن الروتين اليومي للعسكرية الإسرائيلية، تاركاً صخب هوامش البطولة الزائفة لمنابر الحوثي.

هناك شراكة ضمنية في تدمير اليمن بين الجماعات الحوثية والمؤسسة الحربية الإسرائيلية؛ الأول يستدعي الإسرائيلي بمقذوفاته التي لا تسقط جرحى وقتلى أو تدمر منشأة، فيما الثاني يوفر مساحة لتبرير إحكام قبضة الحوثي على الداخل اليمني وقمع التململ الاجتماعي والمعارضة تحت مبرر مواجهة العدوان. والحصيلة: يدفع المواطن اليمني ثمن هذا التخادم من دمه وبُناه التحتية وسلامه الأهلي.

يحتاج الحوثي لإسرائيل لتجذير ثقافة المظلومية بين أتباعه، وترحيل الاستحقاقات الملحّة للمواطن؛ من رواتب وخدمات وحياة كريمة في حدها الأدنى.

لا خلاص من هذا الوضع الجاذب لكل الكوارث إلا بنزع صاعق توليد شرارات التدخل الخارجي، بإسقاط الحوثي من الداخل في ظل تآكل قوته وانكفاء مرجعيته الإيرانية على داخلها المضطرب والمحاصر.

ببقاء هذا الغول الطائش المنفلت سيتحول اليمن الضعيف المنهك إلى ساحة صراع إقليمي دولي وحروب محاور.

من صفحة الكاتب على منصة إكس