إلى ثوار 26 سبتمبر: في مثل هذا اليوم قمتم بأعظم ثورة عرفها التاريخ؛ ثورة ضد التخلف، ضد الجهل، ضد التمييز، وضد ادعاء الاصطفاء.
لقد كانت ثورتكم امتداداً لثورة الله وغضبه ضد الشيطان الذي ادعى التميز والاصطفاء على آدم، وزعم أنه خير منه وأكرم وأعز قدراً، فقال له الله: اخرج منها إنك رجيم، فلعنه ولعن ذريته إلى يوم يبعثون.
ثورتكم وغضبكم امتداد لهذه اللعنة والغضب؛ لعنة الله وغضبه. وما زال أحفاد الشيطان حاضرين بنفس التوصيف، بنفس الكلمات التي قالها سيدهم، بنفس الفكر، وبنفس الاستعلاء والادعاء. وما زالت ثورة الله وغضبه قائمة ضد هذه الفئة والفكر والادعاء، ولها ملائكتها وأخيارها ورسلها وحاملوها. فقد جاء الرسل من الله بهذا الفكر، وكل من يقاتل من أجله هو امتداد له.
أنتم امتداد نبوي، ديني، إنساني لمحاربة فكر الاستعلاء الشيطاني، وهم امتداد لإبليس وأبو لهب وفرعون. هذا هو جوهر الحياة: الخير والشر.
لكن 90% ممن يتغنون بثورتكم اليوم كاذبون. يتحدثون عن أهدافها، لكنهم عند التطبيق أول المغادرين والهاربين والمكذبين. بالنسبة لهم الموضوع ليس ديناً ولا إيماناً ولا مبدأ، بل مجرد سياسة هدفها المكاسب والمصالح فقط لا غير. إن حصلوا عليها فلا يهم إن كان مبدؤهم ونهجهم هو نفسه مبدأ ونهج الشيطان.
حتى الدين الإسلامي، ورسالة محمد بن عبدالله التي جاء بها من الله، والتي ركيزتها إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، والمساواة بين الناس: أكرمكم عند الله أتقاكم، ولا فضل لعربي على أعجمي، و الناس سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لأبيض على أسود.. وكل تلك الأحاديث والآيات كلها بالنسبة لهم مجرد شعارات غير قابلة للتطبيق.
لقد أخذوا من الدين شكله، ومن سبتمبر أهدافه، ما يخدم مصالحهم. لكنهم ما زالوا متمسكين بما تمسك به الشيطان الرجيم، بما تمسك به أبو لهب، بما يتمسك به عبدالملك الحوثي، بما يدعوا أنهم يقاتلوا من اجله، حين يرددون: أنا خير منه، أنا السيد وهذا عبد، أنا القبلي وهذا رعوي، أيُساوى بيني وبين عبدي؟!
يقولون: أنا النطفة المقدسة، أنا الأحق.
هي نفس الشعارات القديمة: لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أو: لو اختارونا نحن وليس هذا.
في ذكرى 26 سبتمبر نحيطكم علماً، يا ثوار 26 سبتمبر، أن أغلبية من يتحدثون ويتغنون بالثورة والجمهورية: كاذبون.
وسلامتكم.
من صفحة الكاتب على منصة إكس
