خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

الحوثي.. غزة ذريعة واليمن ضحية

منذ ساعتان و 18 دقيقة

ملكيون أكثر من الملك، حمساويون أكثر من حماس، فلسطينيون أكثر من فلسطين.

هكذا يقدّم الحوثي نفسه ويستعرض جنونه المسلّح، رافضًا خطة وافقت عليها حماس لوقف تدمير المربّع الأخير من غزة، وكأن الحوثي يعتاش على قتلى أطفال غزة ويتاجر بالجثامين، لأسباب تتصل بتكريس سلطاته وتوسيع نطاق القمع، والهروب من استحقاقات الداخل باتجاه عدو خارجي. كلما صُفع الحوثي بالخد الأيمن، أدار له الخد الأيسر، غير عابئ بتداعيات استدعاء الأجنبي وتدمير البنى التحتية، وحتى نقل النموذج الغزّاوي إلى اليمن.

آلة الإعلام الحربي الحوثي تدين حماس، وتخلع عن المواطن الفلسطيني الذي أرهقته الحرب فلسطينيته، وتعلن أن غزة حوثية والقدس حوثية، وأن الأقصى يعود بصيرته لعبد الملك، الذي يقتلنا في كل اليمن بذات الشهية الإجرامية التي يقتل فيها الإسرائيلي الطفل الفلسطيني في الضفة وغزة وكل فلسطين.

الحوثي ظاهرة حربية وليس كيانًا سياسيًا، وهو ذراع غير مستقل عن الماكينة الإيرانية الإقليمية؛ لذا سيصنع حربه القادمة بتوجيه من إيران، ولحسابات تتصل بمصالح طهران. فإن فقد ورقة غزة، فلن يترك البحر الأحمر، بل سيعسكره ويعيد تصديره إلى حزمة أوراق اللاعب الإيراني، وهو يخوض معركة فك الحصار والتفلت من العقوبات الدولية.

على الحوثي، قبل أن يكون غزّاويًا أكثر من أهل غزة، أن يكون يمنيًا، ويضع مصالح اليمن مبرّرًا لعقلنة جنونه الحربي، بالكفّ عن خوض معارك الآخرين وسداد فواتيرهم من اللحم اليمني بالإنابة.

من صفحة الكاتب على منصة إكس