د.محمد بن عيضة شبيبة

د.محمد بن عيضة شبيبة

تابعنى على

ثورة أكتوبر.. من مقاومة الاستعمار إلى مواجهة الإمامة المعاصرة

Monday 13 October 2025 الساعة 09:52 pm

في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، انطلقت شرارة الثورة المباركة من جبال ردفان، لتعلن ميلاد فجرٍ جديدٍ حرّر الجنوب اليمني من براثن الاستعمار البريطاني، بعد عقودٍ من القهر والتبعية، وليسطر فيها أبطال الجنوب صفحةً خالدةً في سفر النضال الوطني، عبّروا فيها عن إرادة الحرية والسيادة، وعمّدوا استقلالهم بدمائهم الزكية وصمودهم الأسطوري.

لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر امتدادًا طبيعيًا لوهج ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد حكم الإمامة في الشمال؛ فالنضال كان واحدًا، والعدوّان وجهان لعملةٍ واحدة: الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي، كلاهما سعى لتجريد الإنسان اليمني من إرادته وكرامته وهويته، وكلاهما انهزم أمام عزيمة الشعب وإيمانه بوطنٍ حرٍّ كريم.

واليوم، بعد أكثر من ستة عقودٍ على تلك الملاحم، تعود الإمامة بثوبها الحوثي الكالح، تحمل الفكر ذاته، والغطرسة ذاتها، والسلاح ذاته الذي وُجّه ضد اليمنيين شمالًا وجنوبًا. نتذكر جميعًا كيف اجتاحت المليشيا الحوثية المدن، وصولًا الى الحبيبة عدن، وأفسدت في الأرض، وحاولت إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، لكنها تناست أن التاريخ لا يرحم من يتحدى سننه.

ومثلما توالى سقوط الإمامة في الشمال بالأمس، وتبعها خروج المستعمر من الجنوب، فإن سُنّة الله في التاريخ تؤكد أن بقايا الإمامة الجديدة، ممثلة بميليشيا الحوثي، ستُطرد من الشمال كما طُردت من الجنوب، وستسقط في الشمال كما سقطت من قبل، وسيتنفس اليمنيون جميعًا الصعداء شمالًا وجنوبًا، في وطنٍ واحدٍ آمنٍ مزدهرٍ يسوده العدل والإخاء.

ليعلم الجميع، أن بقاء الميليشيا الإمامية في الشمال لا يشكّل خطرًا على الشمال وحده، بل هو خطرٌ محدقٌ بالجنوب وكل اليمن، فالإمامة لا تعرف حدودًا جغرافية ولا قيمًا وطنية، بل مشروعها هو العبودية والاستعباد، لا سيما إذا كانت كحالها اليوم مزيجًا من لؤم الإمامة  وإرهاب الوليّ الفقيه. ومن هنا، فإن مسؤولية الجميع –شمالًا وجنوبًا– هي الوقوف صفًا واحدًا حتى يُستأصل هذا الورم الخبيث الذي جثم على صدر الوطن، وتُستعاد الدولة، وتكرّس قيم الثورة والجمهورية والحرية.

الرحمة والتحية والإكبار لشهداء ثورتي أكتوبر وسبتمبر، ولكل الأبطال الذين ما زالوا على دربهم سائرين، حتى يتحقق للوطن ما ناضلوا من أجله: يمنٌ حرٌ كريمٌ موحّدٌ جمهوريٌ حتى النخاع.

من صفحة الوزير على منصة إكس