يعيش العالم اليوم أرقى ما وصلت إليه الحضارة البشرية في تاريخها الطويل. من تقدم مادي وإنساني، ومنجزات علمية وتكنولوجية، وترسخ لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان. والرفاه والتنمية..
وسيكون الغد أفضل من اليوم، بعيداً عن الحتميات، وقريباً من روح الحضارة النسبية التراكمية بطبيعتها، وهي اليوم تمر بتسارع مذهل في مختلف مجالات الحياة. مع إدراك عميق لكون المثالية وهم، والكمال مستحيل.
ومع ذلك ما تزال أجزاء كثيرة من العالم، وبدرجات متفاوتة. محكومة بالتخلف والاستبداد، والكهنوت، والقهر والكبت والشحة، والفقر والجوع..
العالم الإسلامي بالذات. حيث يمكن بسهولة ملاحظة أن خارطة هذا العالم تتطابق تقريباً مع خارطة الجهل والفقر والتخلف والعنف والاستبداد والاضطرابات المختلفة.
لكن. حتى في هذا العالم، ورغم كل هذا الانحطاط المحبط. يعيش هذا العالم اليوم. بشكل أفضل مما عاشه خلال تاريخه الطويل.
والسبب ما دخل عليه. بشكل أو بآخر. من قيم الحضارة المعاصرة. من مناهج وأدوات وظواهر مادية وعلمية ومعرفية وإنسانية.
وستظل هذه المؤثرات تتدفق بتسارع أكبر، فالعالم أصبح، ويصبح باطّراد. قرية صغيرة، في ظل حضارة إنسانية كونية مندفعة لا يمكن إيقافها بالرفض، ولا مواجهتها بالتقاليد البالية، والخرافات والأساطير الغابرة.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك