كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

بلد للبيع ونخبة سماسرة

منذ 4 ساعات و 35 دقيقة

بمتابعة بسيطة لأبرز تحليلات اليمنيين، نخب وناشطين وقنوات، ومضامين كتاباتهم وأحاديثهم منذ بداية أحداث حضرموت والمهرة، تصل لمرحلة المزيج من الشفقة والإسف. لم يكتفوا بالتبشير عن خلاف سعودي–إماراتي في ما يخص الملف اليمني وربما السوداني، تجاوز الرؤى، بل وصل مرحلة توجه كل دولة لتشكيل معسكرها الخاص وتحالفها الإقليمي والدولي لمواجهة الأخرى، ليس فقط دبلوماسياً بل وعسكرياً.

استند البعض منهم لزيارة تميم بن حمد للرياض وحفاوة الاستقبال السعودي، بالتبشير لتحالف سعودي–قطري موجَّه ضد الإمارات في الملف اليمني. وبشّر البعض الآخر بعودة الجناح القطري الإخواني للواجهة، مدعوماً بكل الإمكانيات المالية والعسكرية، ليتكفّل بالقضاء على أذرع الإمارات باليمن كما يسمّونها. بل وصل الأمر إلى مطالبة بعض الشخصيات اليمنية المعروفة للسعودية بالقيام بطرد السفير الإماراتي بالرياض وقطع كافة العلاقات معها.

جانب آخر يرى أن على المملكة استكمال خطوة إرسالها لوفد خاص إلى حضرموت وتوجيهها لرئيس مجلس القيادة رفع حدة التصريحات ضد الإجراءات المتخذة من قبل الانتقالي، بالإعلان عن تشكيل حكومة خاصة يُستبعد منها الانتقالي، يكون مقرها مأرب، ويتم كذلك استبعاد أعضاء مجلس القيادة المرتبطين بالإمارات.

أحدهم قال إن الفرصة مناسبة للسعودية لدعم القوات في تعز وتوجيههم نحو المناطق الساحلية للقضاء على طارق صالح وقواته التابعين للإمارات.

آخرون أكدوا – بعد أخبار اتهام الخزانة الأمريكية لقوات الدعم السريع بالقيام بانتهاكات وقرارها ضد بعض الكيانات الكولومبية الداعمة لهم، وأخبار عن احتمالية فرض عقوبات عليها – مسارعة السعودية الضغط الدبلوماسي على دوائر القرار الأمريكي والأوروبي لفرض عقوبات ضد الانتقالي والمقاومة الوطنية وتصنيفهم جماعات إرهابية.

...

مجرد سردية بسيطة لواقع الحال البائس الذي وصلت إليه النخبة اليمنية وناشطيها، وكأنما خلق الله السعودية وقطر وأمريكا والعالم عبيداً عند أقدامهم، يحاربون للقضاء على خصومهم وتحقيق مشاريعهم وتبنّي أحقادهم، بينما هم منبطحون في عواصم الشتات يديرون استثماراتهم.

الكارثة هي هذه الرغبة الملحّة التي أظهروها بشكل واضح للعلن بالقضاء على كل الأطراف التي لا تتفق مع مشاريعهم في معسكر الشرعية والمناطق المحررة. (الحوثي مستبعد من قاموسهم). فهم أنفسهم سبق ونددوا واستنكروا القصف الأمريكي والإسرائيلي الذي استهدف قياداته، وأنفسهم اليوم لا مانع لديهم أن يتدخل الشيطان الرجيم – وليس فقط أمريكا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا وفنزويلا وكوبا وكوريا – بعدتهم وعتادهم للقضاء على خصومهم بالمناطق المحررة.

تعيش اليمن مرحلة بؤس وخواء، تتصدر مشهده كائنات هزيلة لا يمكن توصيفها إلا بالمتجمدة عقلاً والمنبلدة إحساساً وشرفاً وانتماءً وقضية. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

من صفحة الكاتب على إكس