عادل الهرش
المقاومة الوطنية… رأس حربة الجمهورية في مواجهة الكهنوت الحوثي.
لم تعد المقاومة الوطنية مجرد قوة عسكرية فاعلة في مسرح الصراع اليمني، بل غدت مشروعًا جمهوريًا متكاملًا، يحمل رؤية دولة، وعقيدة وطن، وإرادة حسم. مشروع واضح لا يلتف على أهدافه، ولا يناور في تعريف معركته، بل يعلنها صراحة: قتال الحوثي، كسر مشروعه الكهنوتي، تحرير شمال اليمن، واستعادة مؤسسات الدولة وعاصمتها صنعاء.
منذ أن تصدّر الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح قيادة هذا المسار، بدا الفارق جليًا بين قوة جمهورية تقاتل لتبني دولة، وقوى أخرى أدارت حربًا طويلة بلا أفق ولا مشروع. فالمقاومة الوطنية تأسست على انضباط عسكري صارم، وعقيدة وطنية صلبة، وبنية مؤسسية تستعيد المعنى الحقيقي للجيش الجمهوري: جيش يعرف عدوه، ويدرك هدفه، ويقاتل من أجل دولة لا من أجل سلطة.
في الجهة المقابلة، يقف مشروع الكهنوت الحوثي كنقيض كامل للجمهورية. مشروع قائم على السلالة، ومعادٍ لفكرة المواطنة، ويسعى لإعادة إنتاج الإمامة بثوب طائفي مسلح. وهنا يتجلى جوهر الصراع بوضوح: إنه صراع على هوية الدولة ونظام الحكم. فالمقاومة الوطنية لا تواجه انقلابًا عسكريًا فحسب، بل تقاتل منظومة فكرية تسعى لاجتثاث الجمهورية من جذورها، وتحويل اليمن إلى ملكية سلالية مغلقة.
وبينما تهرّب كثيرون من إعلان الغاية، أو اختبأوا خلف شعارات فضفاضة، جاءت المقاومة الوطنية لتسمّي هدفها بلا لبس: دحر وانهاء المشروع الإمامي الحوثي بالقوة الوطنية المنظمة، تحرير شمال اليمن من قبضة السلاح الطائفي، استعادة مؤسسات الدولة المنهوبة، وعودة العاصمة صنعاء إلى حضن الجمهورية. هذا الوضوح أزعج قوى اعتادت العيش في المناطق الرمادية، والمتاجرة بالحرب، ورفع لافتات الشرعية دون بناء مؤسسات أو خوض معركة حقيقية.
لم يكن الهجوم الإعلامي والسياسي على المقاومة الوطنية وليد صدفة، بل نتيجة طبيعية لكونها طرحت سؤالًا حاسمًا على الجميع: من يريد دولة؟ ومن يريد سلطة؟ ومع كل خطوة تتقدم بها هذه القوة على الأرض، يتقلص خطاب المزايدة، وتضيق مساحة المناورة أمام التشكيلات الورقية التي لا تحيا إلا في ظل الفوضى والضباب.
إن ما يُعاد بناؤه اليوم ليس جبهة عسكرية فحسب، بل فكرة الجمهورية ذاتها: جيش لا ميليشيا، قائد ميداني لا خطيب منابر، مؤسسات دولة لا شبكات نفوذ. ولهذا أصبحت هذه القوة الوطنية مصدر قلق دائم لكل فلول الارتزاق التي لا تريد يمنًا جمهوريًا قويًا،
فالمعركة لم تعد مقتصرة على خطوط التماس، بل امتدت إلى الوعي العام: بين دولة مواطنين ودولة سلالة؛ بين جمهورية تُستعاد بالفعل والتضحيات، وإمامة تُفرض بالخرافة والسلاح. وفي هذا المفصل التاريخي، تقف المقاومة الوطنية في موقعها الطبيعي: فقد اصبحت القوة الوحيدة التي تشكل رأس حربة المعركة الجمهورية، وحارس فكرة الدولة، وطليعة الطريق نحو تحرير شمال اليمن، واستعادة الدولة، وعودة صنعاء عاصمةً للجمهورية.
هذه ليست معركة أشخاص، بل معركة وطن. وكلما اشتد الهجوم على هذا المشروع الفتي واليمني الخالص، ازداد وضوحًا أنه يسير في الاتجاه الصحيح. فالجمهورية لا تعود بالتمنيات، بل بالقوة الواعية، والإرادة الصلبة، والهدف المعلن والقيادة الوفية الصادقة…
ولابد من صنعاء وإن طال الزمن...
>
