عملية بحرية تاريخية تُسقط أسطورة "التصنيع الحوثي" وتُعرّي التواطؤ الإيراني في اليمن
السياسية - Wednesday 16 July 2025 الساعة 09:28 pm
في أقوى وأدق عملية استخباراتية وعسكرية، كشفت القوة البحرية التابعة للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي لليمن، عن واحدة من أكبر عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية المُوجّهة إلى جماعة الحوثي، لتُصبح بذلك المرة الأولى التي تُضبط فيها شحنة حربية استراتيجية بهذا الحجم، في إنجاز يعد صفعة استخباراتية مدوية للمشروع الإيراني في اليمن.
فما بدأ كمهمة روتينية في تأمين الساحل الغربي، تحول ببراعة التخطيط ودقة التنفيذ؛ إلى ضربة استباقية قاصمة، أسقطت أقنعة التضليل التي حاولت مليشيا الحوثي والنظام الإيراني تغليف عدوانهما بها، وأثبتت بما لا يقبل الشك أن كل سلاح يُطلق في الجبهات، وكل صاروخ يُهدّد الموانئ والمطارات، يحمل ختم "صنع في إيران".
750 طنًا من السلاح.. تفاصيل صادمة
في تدوينة على منصة "إكس"، كشف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، طارق صالح، عن تفاصيل مذهلة للعملية، مؤكدًا أن القوة البحرية التابعة للمقاومة سيطرت على شحنة ضخمة تزن 750 طنًا من الأسلحة المتطورة، تتضمن:
منظومات صاروخية بحرية وجوية
منظومة دفاع جوي
رادارات متقدمة
طائرات مُسيّرة
أجهزة تنصت
صواريخ مضادة للدروع
مدفعية من نوع B10
عدسات تتبُّع
قناصات وذخائر متنوعة
معدات حربية استراتيجية
وأكد صالح أن هذه الشحنة كانت في طريقها من إيران إلى الحوثيين، ضمن سعي مستمر من النظام الإيراني لتمكين أدواته في اليمن من القدرة على التصعيد العسكري، والتمادي في تهديد الأمن الوطني والدولي.
الضربة الاستخباراتية مرعبة
ما يلفت الانتباه في هذه العملية هو طبيعة تنفيذها. فلم تكن مصادفة، بل كانت نتيجة رصد دقيق ومتابعة استخباراتية قالت المقاومة إنها استمرت أسابيع، تكللت بتحديد الهدف، وتوقيت الضربة، وتنفيذها بدقة عالية، لتؤكد قدرة شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية على اختراق شبكات التهريب المعقدة التي تديرها إيران عبر وسطاء وممرات ملتوية.
ووصف مراقبون العملية الاستخبارية بأنها "إنجاز استراتيجي" يُعد من أهم الضربات التي تُوجَّه لتمدّد النفوذ الإيراني في المنطقة، ويُظهر تطورًا ملحوظًا في مستوى التنسيق بين الأذرع الاستخبارية والعسكرية في اليمن.
نسف أسطورة "التصنيع المحلي"
لم تكتفِ العملية بضبط الأسلحة، بل أسقطت معها واحدة من أبرز الأوهام التي حاول الحوثيون الترويج لها على مدى السنوات الماضية، والمتمثلة في زعمهم الاكتفاء الذاتي في مجال التصنيع العسكري.
فما كان يُعرض في قنوات الحوثي من صواريخ ومسيرات، لم يكن سوى نسخ مُقلدة أو مُعدة للعرض، في حين تؤكد هذه الشحنة أن كل سلاح في أيدي المليشيا يحمل بصمة إيرانية واضحة، ما يجعل من كل قطعة سلاح دليل إدانة لا يُمكن دحضه على المشروع الإيراني في اليمن.
في تصريحات سابقة، قال طارق صالح إن هذه العملية ليست مجرد ضبط أمني، بل "صفعة استراتيجية" تلقاها المشروع الفارسي في اليمن، مؤكدًا أن المقاومة الوطنية لن تسمح بتمرير "المؤامرة العنصرية القذرة" التي تستهدف السيادة اليمنية.
تأتي العملية في وقت تشير فيه التحليلات إلى أن النظام الإيراني يُكثف من دعمه للحوثيين، رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها، ما ينفي فرضيات تحدثت عن تراجع الدعم الإيراني بسبب الأزمات الداخلية أو التوترات الإقليمية.
وتشير المعطيات أيضاً إلى أن إيران ترى في الحوثيين يدها الطولى في البحر الأحمر وباب المندب يمكن أن تخدم أهدافها التوسعية في شبه الجزيرة العربية، حتى لو اضطرت لذلك تحت ستار التعاون الإقليمي أو التفاهمات الدبلوماسية.
المقاومة الوطنية.. حارس السواحل وواضع الحدود
في النهاية، فإن هذه العملية تؤكد أن المقاومة الوطنية ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي ضمير الوطن المقاوم، الذي لا يحمي السواحل فقط، بل يحمي أيضًا هوية اليمن وقراره وكرامته.
وقد أظهرت القدرة الاستخباراتية للقوات البحرية التابعة للمقاومة أنها ليست قوة دفاعية فقط، بل هي قوة ردع استراتيجية، قادرة على قراءة الحاضر، واستشراف المستقبل، وقطع الطريق على من يحاولون تحويل اليمن إلى ولاية تابعة للمرشد الايراني خامنئي..