المهرة والساحل الغربي.. جبهتان تقطعان شرايين التهريب الحوثي القادم من إيران

السياسية - منذ 10 ساعات و 11 دقيقة
المخا، نيوزيمن، خاص:

تشهد شبكات التهريب التي تستخدمها ميليشيا الحوثي الإيرانية ضغوطًا متصاعدة على أكثر من جبهة، في ظل تضييق أمني وعسكري غير مسبوق على خطوط الإمداد البرية والبحرية التي تغذي الجماعة بالسلاح والتقنيات العسكرية المهربة من إيران. وتبرز المهرة وسواحل البحر الأحمر كمسرح أساسي لهذه المعركة، حيث تكثّف القوات اليمنية عملياتها لإحباط التهريب والتصدي لتوسّع نفوذ الجماعة.

في تطور جديد يؤكد تصاعد الاستهداف الأمني لمسارات التهريب، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، طارق صالح، عن واحدة من أخطر شحنات التهريب الاستراتيجية القادمة من إيران، كانت في طريقها للميليشيا الحوثية، مؤكداً أن القوات البحرية التابعة للمقاومة الوطنية سيطرت على سفينة تحمل 750 طنًا من الأسلحة النوعية، بفضل رصد ومتابعة دقيقة نفذتها شعبة الاستخبارات.

وتضمنت الشحنة المهربة أسلحة متطورة، من بينها منظومات صاروخية بحرية وجوية، منظومات دفاع جوي، رادارات حديثة، طائرات مسيّرة، أجهزة تصنت، صواريخ مضادة للدروع، مدفعية B10، عدسات تتبع، قناصات، وذخائر متنوعة، في تأكيد خطير على استمرار إيران في تزويد الحوثيين بالقدرات العسكرية رغم العقوبات والقيود الدولية. 

كما سبق العملية إيضًا ضبط شحنة مخدرات كبيرة في عرض البحر، تحوي أكثر من 253 كيلو غرامًا من الحشيش المخدر و186 كيلو غرامًا من مادة الشبو (الميثامفيتامين)، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.

لقيت النجاحات الأخيرة لقوات المقاومة الوطنية بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، إشادة كبيرة، أخرها ما قالته القيادة المركزية الأمريكية إلى اعتراض قوات المقاومة الوطنية ومصادرتها أكثر من 750 طناً من الذخائر والمعدات. وأشارت القيادة الأمريكية إلى أن العملية تأتي في إطار التزام المقاومة الوطنية بيمن آمن، وبحر أحمر وخليج عدن مستقرين.

وأضافت القيادة المركزية: "وفقاً لما أفادت به قوات المقاومة الوطنية، فقد وُجدت كتيبات باللغة الفارسية، كما أن العديد من الأنظمة كانت مصنّعة من قِبل شركة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية الخاضعة لعقوبات أمريكية. وكانت هذه الشحنة غير القانونية موجهة لاستخدام الحوثيين المدعومين من إيران".

وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم): "نُثني على قوات الحكومة الشرعية اليمنية التي تواصل اعتراض تدفق الذخائر الإيرانية المتجهة إلى الحوثيين".


وأضاف أن إحباط هذه الشحنة الإيرانية الضخمة يُظهر أن إيران لا تزال الجهة الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة؛ مشددًا على أن الحد من التدفق الحر للدعم الإيراني للحوثيين أمر بالغ الأهمية لأمن واستقرار المنطقة، ولحرية الملاحة.

وبالتزامن مع الحادثة في الساحل الغربي كشفت شرطة محافظة المهرة، عن ضبط شحنة أجهزة مشبوهة يُعتقد أنها كانت موجهة للحوثيين، وتُستخدم في الأغراض العسكرية. وبحسب المركز الإعلامي التابع لوزارة الداخلية، فقد جرت عملية الضبط في مديرية شحن الحدودية مع سلطنة عمان، وتم العثور على أجهزة وقضبان معدنية وأسلاك توصيل داخل مكتب سفريات على خط رماه، كانت على وشك الخروج إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

وأشار البيان إلى أن الأجهزة المضبوطة تم تحريزها في إدارة أمن شحن، فيما يجري استكمال ملف القضية تمهيدًا لإحالة المتهمين مع المضبوطات إلى الجهات القضائية المختصة.

وتوضح الحوادث– في المهرة والساحل الغربي – مدى تنوّع الوسائل التي تلجأ إليها ميليشيا الحوثي لتمرير الإمدادات العسكرية. ففي حين تعتمد على المنافذ البرية عبر المهرة والحدود العُمانية لتمرير الأجهزة الدقيقة والمكونات التقنية عبر شبكات سفر وشحن، تستخدم سواحل البحر الأحمر ومسارات الملاحة السرية لتهريب الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية عبر قوارب وسفن تنطلق من موانئ إيرانية أو عبر وسطاء.

ويشير محللون أمنيون إلى أن تهريب مثل هذه الكميات والنوعيات من الأسلحة يكشف عن تصعيد استراتيجي حوثي مدفوع بدعم إيراني مباشر، هدفه تعزيز القدرات الهجومية للجماعة، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر واستهداف الميليشيا المستمر لخطوط الملاحة الدولية.

كما يرى مراقبون أن تزامن ضبط شحنات التهريب في المهرة مع كشف البحرية عن شحنة ضخمة في البحر الأحمر، يوضح وجود شبكة تهريب متعددة الأذرع والمسارات، باتت تتعرض لضغوط متواصلة، خصوصًا مع تطوير قدرات الرصد والمتابعة لدى الأجهزة اليمنية، بالتنسيق مع التحالف العربي والشركاء الدوليين.

وأكدوا الوقائع الأخيرة تُظهر أن تضييق الخناق على خطوط تهريب الأسلحة للحوثيين بات استراتيجية محورية في الحرب ضد الجماعة، إذ لا يكفي حسم المعركة ميدانيًا دون حرمان الميليشيا من شرايين الإمداد. ومع تصاعد الضبطيات، يبدو أن الحوثيين أمام مرحلة أكثر تعقيدًا، في ظل تطور أدوات المراقبة والاستخبارات وتكامل الجهود بين القوى المحلية والدولية.

ويقول الناشط محمد المحمدي: أن هذه العمليات الناجحة والمؤلمة تقصم ظهر مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، في وقت تتزايد فيه حاجة المليشيات وإيران لموارد ضخمة من الأموال والأسلحة، خصوصاً بعد الضربات التي تعرضت لها إيران ومحورها في سوريا ولبنان واليمن.

وأضاف أن هذه العمليات النوعية والنجاحات اللافتة تكشف مدى يقظة وجهوزية القوات في الساحل الغربي ومنافذ المهرة، كما أنها تأتي استكمالاً لسلسلة من النجاحات الأمنية التي ما تزال تحقق يوما بعد يوم، مع تصاعد الضربات الموجعة التي توجهها لقوى الظلام ومافيا وشبكات التهريب المنظم في البر والبحر، والتي تمثل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار البلد ودول الجوار والإقليم عامة، والمحافظات المحررة خاصة.