رواتب منسية وفعاليات لا تنتهي.. الحوثيون يحتفلون ويتجاهلون الجوعى

الحوثي تحت المجهر - Wednesday 06 August 2025 الساعة 08:45 pm
صنعاء، نيوزيمن:

في مشهد يعكس حالة الانفصام العميق بين هموم المواطنين اليومية وأولويات سلطات الأمر الواقع في صنعاء، واصلت حكومة ميليشيا الحوثي تجاهل الأوضاع المعيشية الكارثية التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرتها، لتعلن بدلاً من ذلك عن خطة مركزية للاحتفاء بذكرى المولد النبوي، متجاهلة صرخات الجوعى، ورواتب الموظفين المنهوبة، وتفشي الفساد والنهب المنظم للمال العام.

ففي اجتماع ترأسه القيادي الحوثي أحمد غالب الرهوي، جرى إقرار ما سُمي بـ"خطة حكومة التغيير والبناء لإحياء ذكرى المولد النبوي"، والتي تضمنت تكليف مختلف وحدات الخدمة العامة المركزية والمحلية بتنظيم فعاليات دينية وثقافية احتفائية خلال الأسابيع المقبلة وحتى الـ 12 من ربيع الأول.

اللافت في مضمون الخطة أنها ذهبت بعيدًا في تفاصيل التحشيد والتعبئة، موجّهة الوزارات والجهات التابعة بتشكيل لجان تنظيمية وإعلامية لتغطية الفعاليات والأنشطة، في وقت يعيش فيه ملايين المواطنين في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق، وحرمان مستمر من مرتباتهم، وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية.

وعوضًا عن تقديم حلول للأزمات الحادة التي تعصف بقطاعات التعليم والصحة والكهرباء، جاء خطاب الحكومة الحوثية ليعيد تدوير الشعارات، والتأكيد على ما وصفته بـ"أهمية تعزيز الهوية الإيمانية"، فيما تتهاوى قيمة العملة، وتتزايد معدلات الفقر، ويُثقل المواطن بضرائب وجبايات غير قانونية تحت مسميات دينية ومذهبية متعددة.

وفي وقتٍ يتعذّر على الموظفين في صنعاء والمحافظات الخاضعة للحوثيين تأمين أدنى احتياجاتهم، تعمل جماعة الحوثي على استنزاف الموارد العامة، وتوجيه الإيرادات المحلية نحو الفعاليات الاحتفائية، عبر إنشاء لجان حشد ومتابعة، وتنظيم أنشطة ميدانية مثل غرس الأشجار في المدارس والحدائق، بدعوى الاحتفال بالمناسبة، دون تقديم أي معالجات ملموسة للأزمات الخدمية والبيئية الحقيقية.

وبينما تحرص ميليشيا الحوثي على إبراز الطابع "الإيماني" للاحتفال، يذهب مراقبون إلى أن هذا التوظيف الديني الموسمي بات وسيلة لتغييب الوعي، وتبرير الفشل، وإلهاء الشارع عن الانهيارات المتلاحقة في مؤسسات الدولة التي تم تفريغها لصالح مشاريع الجماعة العقائدية.

ويؤكد ناشطون أن الإيمان لا يعني تبرير الجوع، ولا يمكن لفعل تعبوي مؤقت أن يغطي على جرائم النهب والفساد، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بتسليط الضوء على معاناة الملايين تحت سلطة تتجاهل معايير الحكم الرشيد، وتواصل انتهاك حقوق الإنسان، تحت غطاء المناسبات الدينية.