إسرائيل تتوعد الحوثي بدفع الثمن ومصادر تؤكد: استهداف قادة حوثيين في صنعاء
السياسية - منذ ساعتان و 7 دقائق
واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد أهداف تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، مؤكداً على نيته في توسيع دائرة المواجهة بعيداً عن حدود بلاده. وتأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه محللون من تحول المواجهة بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع، مع استمرار التصعيد في البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية.
وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، ميليشيا الحوثي بـ"دفع الثمن مضاعفًا وباهظًا"، بعد اعتراض صاروخ أطلقته الميليشيا على القدس وتل أبيب ردًا على غارات جوية استهدف مواقع حوثية في عمق صنعاء. وقال كاتس: "أما الباقي فسيكون قاسيًا ومؤلمًا من يرفع يده ضد إسرائيل ستُقطع".
وأكد كاتس أن إسرائيل فرضت "حصارًا جويًا وبحريًا مؤلمًا" على الحوثيين، وهاجمت صباح الأحد أهدافًا للبنية التحتية والطاقة تعود لهم، واصفاً هذه الضربات بأنها "مجرد بداية".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، دون تسجيل إصابات، بينما دوّت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل ومحيط القدس، بالتزامن مع خروج مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بعودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وفي اليمن، استهدفت البحرية الإسرائيلية محطة كهرباء في محافظة حزيز جنوب العاصمة صنعاء، بعد ساعات من إطلاق صواريخ أرض–أرض وطائرات مسيّرة مفخخة من قبل الحوثيين باتجاه الأراضي الإسرائيلية والبحر الأحمر. وأفادت وسائل إعلام باندلاع حريق في الموقع بعد الضربات، بينما لم يُعرف مصير القادة الحوثيين الذين كانوا موجودين بالمحطة وفق تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية التي نفذت الأحد كانت مكثفة واستهدفت مواقع على بعد أكثر من 150 كيلومتراً داخل العمق اليمني، مركّزة على منشآت للطاقة والبنية التحتية يُعتقد أن الحوثيين يستخدمونها لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. وأكد البيان أن العمليات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية لتوسيع المواجهة مع وكلاء إيران، معتبرةً الحوثيين جزءاً من حملة إقليمية تهدف إلى تهديد إسرائيل وحلفائها وزعزعة الملاحة الدولية.
في صنعاء، شهدت المناطق المحيطة بمحطة كهرباء حزيز ومعسكر 48 انفجارين عنيفين، أسفرا عن انقطاع جزئي للتيار الكهربائي واستنفار أمني واسع، وفق مصادر محلية. في المقابل، حاولت وسائل إعلام الحوثيين تصوير الضربات على أنها استهدفت بنية تحتية مدنية، في محاولة للتركيز على الأثر الإنساني للصراع.
ويشير محللون إلى أن تصعيد إسرائيل من استراتيجية الدفاع إلى الضربات الاستباقية خارج حدودها يعكس تحولاً نوعياً في المواجهة، حيث باتت إسرائيل أكثر انخراطًا في مواجهة ما تصفه بـ"الذراع الإيرانية" الممتدة عبر الحوثيين، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد إقليمي جديد، خصوصاً في مناطق حرجة مثل البحر الأحمر والخليج العربي.
وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة هجمات واسعة نفذها الحوثيون بدعم إيراني منذ استئناف العمليات العسكرية في غزة في 18 مارس، حيث أطلقوا نحو 70 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 22 طائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، سقط بعضها قبل أن يصل إلى أهدافه، ما دفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها الجوية والبحرية ضد أهداف الحوثيين داخل اليمن.