الحوثيون يقدمون اليمنيين قرابين للغارات الإسرائيلية في ظل تهور متواصل
الحوثي تحت المجهر - Friday 12 September 2025 الساعة 10:41 am
في وقت تتصاعد فيه الغارات الجوية الإسرائيلية على صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، تدفع ميليشيا الحوثي الإيرانية اليمنيين كقرابين لتجاربها العسكرية الفاشلة، متسببة في سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين.
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين في صنعاء عن مقتل 35 شخصاً وإصابة 131 آخرين جراء الغارات، فيما أكدت أن الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
وأوضح البيان أن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومرافق خدمية في حي التحرير بصنعاء، إضافة إلى المحطة الصحية في شارع الستين، ومجمع حكومي في مدينة الحزم بمحافظة الجوف. وبلغ عدد القتلى في صنعاء 28 شخصاً، وأصيب 113 آخرون، بينما سقط 7 قتلى و18 جريحاً في الحزم بالجوف.
فرق الدفاع المدني قال أنه لا يزال يعمل على رفع الأنقاض والبحث عن مزيد من الضحايا، في حين تشير تقديرات أولية إلى أن العدد قد يتجاوز ما تم الإعلان عنه. وتتزامن هذه الحصيلة المأساوية مع استمرار ميليشيا الحوثي في الترويج لنفسها على أنها قادرة على مواجهة إسرائيل، في حملة إعلامية تكاد تكون عبثية.
وعلى الرغم من الخسائر البشرية والمادية، تواصل الميليشيات الحوثية التفاخر بعملياتها الصاروخية وطائراتها المسيّرة المفخخة التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية، مدعية تحقيق نجاحات كبيرة. إلا أن المصادر العسكرية الإسرائيلية تؤكد أن معظم هذه الهجمات تُسقط قبل وصولها إلى أهدافها، مما يعكس محدودية القدرة العسكرية الحوثية ويؤكد أن المدنيين اليمنيين هم الذين يدفعون الثمن الحقيقي لهذه المغامرات.
ويشير محللون إلى أن الحوثيين عمدوا إلى إنشاء مواقع عسكرية قرب الأحياء السكنية، محاولين استغلال السكان كدروع بشرية، ما يجعل الغارات الإسرائيلية أكثر فتكاً بالمواطنين العزل. ويؤكد هذا التوجه المتهور من قبل الحوثيين إصرار الجماعة على استثمار المدنيين كورقة للابتزاز الإعلامي، متجاهلة القوانين الدولية واتفاقيات حماية المدنيين.
التصعيد الحوثي الأخير يعكس فشلاً واضحاً في حسابات الميليشيات الإيرانية، ويضع اليمنيين في دائرة الخطر بشكل مباشر. فبين الادعاءات الإعلامية بالنجاحات العسكرية والضربات الإسرائيلية المستمرة على البنية التحتية العسكرية، يعيش المدنيون حالة من الخوف والهلع، وسط فقدان شبه كامل لمرافق الحماية والخدمات الأساسية.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذا السلوك من قبل الحوثيين لن يؤدي إلا إلى تعميق المعاناة الإنسانية، وزيادة معدلات القتلى والجرحى بين السكان المدنيين، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات عاجلة لوقف هذه الممارسات.