الرئاسي: مرحلة التنازلات للحوثي انتهت وحان وقت القوة من أجل السلام
السياسية - منذ 5 ساعات و 46 دقيقة
شدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، على أن أي تسوية سياسية مع ميليشيا الحوثي لا يمكن أن تقوم على مزيد من التنازلات، مؤكداً أن المرحلة الراهنة تفرض الانتقال إلى نهج جديد عنوانه "القوة من أجل السلام".
وفي جلسة حوارية نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الأربعاء، قال العليمي إن المجتمع الدولي جرّب طوال سنوات سياسة "إدارة الصراع" و"الاحتواء" مع الحوثيين، لكن النتائج أثبتت فشل هذه المقاربة في ردع الميليشيا.
وأضاف: "حان الوقت لمرحلة مختلفة تُبنى على قوة الدولة وسيادتها، لا على استرضاء الانقلابيين. لقد قدمت الحكومات اليمنية المتعاقبة تنازلات كبيرة بحثاً عن السلام، لكن الحوثيين قابلوا ذلك بالمزيد من التعنت والتصعيد".
العليمي حذّر من أن الحوثيين لم يعودوا مجرد جماعة محلية، بل تحولوا إلى ذراع متقدم للنظام الإيراني يهدد أمن المنطقة والعالم. وأوضح أن المشروع الإيراني يسعى للسيطرة على الممرات الاستراتيجية وابتزاز المجتمع الدولي عبر تهديد أمن الطاقة العالمي، مشيراً إلى أن الحوثيين يستفيدون من حالة الفوضى مثلهم مثل القاعدة وداعش والشباب الصومالية.
وأكد أن إيران حولت المنطقة إلى ساحة لنشاط إرهابي متعدد الأوجه، موضحًا أن استمرار سياسة المهادنة سيقوّض الثقة في المؤسسات الدولية ويغذي التطرف.
واستشهد العليمي بما جرى في الحديدة قائلاً: "كانت قواتنا على بعد ثلاثة كيلومترات من موانئ الحديدة، لكن سياسة الاحتواء منعت استكمال التحرير، فاستغلت المليشيات الوقت لتعزيز ترسانتها العسكرية وتوسيع نفوذها".
وأوضح أن سياسة الاسترضاء لم تجلب سلاماً بل عمّقت الحرب، مؤكداً أن القوة العسكرية المساندة بالضغط الدولي هي السبيل لإجبار الحوثيين على الانخراط في عملية سلام حقيقية.
وأعرب العليمي عن تقديره للمواقف الأميركية الداعمة لليمن، مثمناً الموقف المتقدم للرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في مواجهة الحوثيين، ومتطلعاً إلى استئناف المساعدات الأميركية الإنسانية والتنموية التي أثّر توقفها على ملايين اليمنيين، وقال إنها مهمة أيضاً للحفاظ على صورة الولايات المتحدة كداعم للاستقرار.
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى مراجعة شاملة للنهج المتبع في اليمن، مؤكداً أن "القوة من أجل السلام ليست دعوة للحرب، بل أداة لإجبار الحوثيين على الرضوخ للسلام العادل، وإنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة الدولة ومؤسساتها".
يأتي هذا الموقف الحازم في وقت تتصاعد فيه الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، ما يعزز المخاوف من امتداد التهديد إلى الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد – بحسب العليمي – أن "مرحلة التنازلات قد انتهت بلا رجعة".