زيارة بن بريك للإمارات.. آمال واسعة لتعزيز التعافي الاقتصادي في اليمن

السياسية - منذ 4 ساعات و 46 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

تمثل الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء اليمني الدكتور سالم بن بريك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولقاؤه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محطة استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط لأنها جاءت في ظل أوضاع اقتصادية متذبذبة ومعقدة تشهدها المحافظات المحررة، بل لأنها عكست إدراكًا عميقًا لحجم التحديات وضرورة الشراكة الفاعلة لمواجهتها.

اللقاءات ركزت على الأوضاع الراهنة في اليمن، والجهود الحكومية لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والخدمية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، حيث استعرض بن بريك النجاحات المحققة في هذا المسار بدعم إماراتي مستمر، شمل مشاريع الكهرباء والطاقة والمطارات والموانئ. 

كما ناقش مع القيادة الإماراتية التحديات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تهديدات ميليشيا الحوثي لأمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة، مؤكدًا أن الإمارات شريك أصيل في معركة استعادة الدولة وبناء المستقبل.

رئيس الوزراء شدد على تقدير اليمن قيادةً وحكومةً وشعبًا للمواقف الإماراتية الثابتة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم لم يقتصر على المساعدات الإنسانية، بل تجاوزها إلى استثمارات استراتيجية في البنية التحتية وقطاعات حيوية، مما يجعل الإمارات شريكًا موثوقًا في مسار التعافي والنهوض.

من جانبه، جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، التأكيد على التزام بلاده بنهجها الثابت في دعم تطلعات الشعب اليمني نحو الأمن والتنمية والاستقرار، مشيدًا بجهود الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأكد سموه أن الإمارات ستواصل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع اليمن، إيمانًا بأن التنمية المستدامة هي البوابة الحقيقية لبناء السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة.

مخرجات إيجابية منتظرة

وفي سياق التفاعل مع هذه الزيارة، وصف وزير الإدارة المحلية الأسبق عبدالرقيب فتح اللقاءات التي أجراها رئيس الوزراء في أبوظبي بأنها زيارة استراتيجية لدولة محورية في التحالف العربي، مشيرًا إلى أنها تأتي في لحظة فارقة من عمر الحرب والانهيار الاقتصادي. 

وأضاف أن المخرجات المنتظرة من هذه الزيارة ينبغي أن تعزز من دور التحالف العربي الداعم للشرعية، من خلال رؤية متكاملة للعمل الميداني ضد ميليشيا الحوثي، بالتوازي مع خطط تنموية تستجيب للاحتياجات اليمنية وتتكامل مع إمكانيات دول التحالف. وشدد فتح على أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مطالبان بدعم كامل للتوجهات الاستراتيجية التي ستنتج عن هذه الزيارة، بما يوازي حجم المخاطر والتهديدات التي تشكلها إيران عبر أدواتها في اليمن والمنطقة.

بدوره أكد السياسي اليمني جابر محمد أن الإمارات تثبت دائمًا وقوفها الثابت إلى جانب اليمن في مختلف الظروف. وقال جابر محمد إن الدولة العربية الشقيقة لم تكتفِ بالدعم السياسي والعسكري، بل قدّمت دماء أبنائها في سبيل نصرة الشرعية اليمنية، إضافة إلى مساهماتها التنموية والخدمية التي شملت مشاريع الكهرباء المتجددة بالطاقة الشمسية، والمستشفيات، والمدارس، وغيرها من المبادرات التي كان لها أثر ملموس في حياة اليمنيين. 

وأضاف أن اللقاء بين رئيس الوزراء اليمني ورئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون الثنائي، ويتوقع أن يسهم بشكل فعّال في تجديد وتقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودعم مسارات التنمية والاستقرار في اليمن.

دور محوري 

الكاتب والصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي ماجد الداعري، اعتبر اللقاء بين رئيس الوزراء سالم بن بريك وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد امتدادًا للدور الإماراتي المحوري في دعم خطة التعافي والإصلاحات الحكومية. وأكد أن تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري يمثل ركيزة أساسية لضمان استقرار العملة المحلية وتمكين الحكومة من الإيفاء بالتزاماتها، وفي مقدمتها صرف المرتبات المتأخرة منذ أشهر، في خطوة ستكون الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات اليمنية المتعاقبة. 

وخلص الداعري إلى أن هذه الزيارة تحمل آمالاً واسعة للشعب اليمني الذي يتطلع لثمارها في صورة استقرار اقتصادي وتحسين مستوى الخدمات المعيشية.

فيما علق  الناشط محمد صالح البروشي على الزيارة قائلاً إن الزيارة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أنها تحمل في طياتها الأمل والعمل، وتُجسد حرص القيادتين على تعزيز التعاون المشترك لما فيه خير الشعب اليمني، ودعم مسار الاستقرار والتنمية، وترسيخ روابط الأخوة بين الدولتين الشقيقتين. 

وأضاف البروشي أن الشعب اليمني يعلق آمالاً كبيرة على هذه الزيارة لتكون مباركة ومثمرة، وأن تُسهم في فتح آفاق جديدة من التنسيق والدعم، بما يعزز مكانة اليمن على الصعيد العربي والدولي ويدعم تحسين الخدمات الحيوية واستقرار العملة المحلية، والعودة المنتظمة لصرف المرتبات المتوقفة منذ أشهر.

أمل جديد 

من جهته، وصف الأكاديمي والكاتب السياسي ياسر اليافعي الزيارة بأنها دفعة أمل جديدة للشعب اليمني، مؤكداً أنها من الأخبار السارة المنتظرة لما تحمله من رسائل دعم وتأكيد على وقوف الإمارات إلى جانب اليمن في مسيرة الإصلاح وتجاوز التحديات. 

وأوضح اليافعي أن الإمارات كانت حاضرة في أصعب المراحل، وقدمت رجالها وشهداءها الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب مع القوات اليمنية في مختلف الجبهات، مساهِمةً في حماية المدن والممرات الحيوية وتحقيق الانتصارات المهمة.

وأشار اليافعي إلى أن الدعم الإماراتي سيستمر في تعزيز مسار الإصلاح وفتح صفحة جديدة لصالح اليمن، محذراً القوى السياسية الداخلية من إضاعة الفرص بسبب خلافات عبثية أو الانصياع لأجندات خارجية، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب التوافق ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات أخرى، لتحقيق التعافي الاقتصادي، وتحسين أسعار الصرف، وضمان انتظام صرف المرتبات، بما يسهم في استقرار حياة المواطنين وتعزيز الثقة بالدولة.