اليونسكو توقف مشاريعها في صنعاء القديمة بسبب "عبث الحوثيين"

الحوثي تحت المجهر - منذ 4 ساعات و 46 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

قال مندوب اليمن الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الدكتور محمد جميح، إن المنظمة قررت إيقاف جميع مشاريعها التطويرية في مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي، وفي كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي شمال وغرب البلاد، بسبب ما وصفه بـ"العبث المستمر بتراث المدينة التاريخية وسوء تعامل الجماعة مع البعثات الأممية".

وأوضح جميح في تصريح صحفي أن استمرار انتهاكات الحوثيين ضد التراث العمراني والإنساني في صنعاء القديمة، بما في ذلك إلصاق الشعارات الطائفية على جدران المباني التاريخية، واستخدام مواد بناء مخالفة لمواصفات العمارة اليمنية القديمة، واعتقال موظفين تابعين لليونسكو، دفع المنظمة إلى تحويل مشاريعها بالكامل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا في جنوب وشرق البلاد.

وأضاف: "ظل الحوثيون يعبثون بتراث صنعاء القديمة بالملصقات والشعارات، وإدخال مواد بناء مخالفة، وختموا سلوكياتهم المشينة باعتقال موظفي اليونسكو الذين يعملون على حماية تراث صنعاء، ما أدى إلى فقدان المدينة مشاريع دعم وصيانة كانت مخصصة لها".

وأكد مندوب اليمن لدى اليونسكو أن صنعاء خسرت مشاريع دولية مهمة للحفاظ على هويتها المعمارية الفريدة، مشيرًا إلى أن المنظمة والمانحين الدوليين يرفضون حاليًا تمويل أي مبادرات لحماية التراث في مناطق سيطرة الحوثي نتيجة القيود والتجاوزات المتكررة.

وتُعد صنعاء القديمة إحدى أقدم المدن العربية المأهولة في العالم، ويُعتقد أن عمرها يمتد لآلاف السنين، إذ تضم أكثر من 6 آلاف منزل و103 مساجد و14 حمامًا عامًا شُيد معظمها قبل القرن الحادي عشر الميلادي، وقد أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1986 لما تتميز به من طراز معماري فريد يعكس تاريخ اليمن الثقافي والديني والسياسي.

وحذر جميح من امتداد ما وصفه بـ"عدوى العبث العمراني" إلى مدن تراثية أخرى مثل شبام حضرموت، قائلًا: "على ما يبدو أن العبث بمظهر المدن التاريخية امتد من صنعاء إلى شبام، مع رفع شعارات وأعلام مختلفة، وهو أمر مقلق قد يهدد إدراج المدينة في قائمة التراث العالمي إذا لم يتم تداركه".

ودعا جميح إلى وقف جميع الأعمال التي تشوه المظهر التاريخي لمدينة شبام، المعروفة عالميًا بلقب "مانهاتن الصحراء" بسبب عمارتها الطينية العمودية الفريدة، مؤكدًا أن المدينة تخضع للحماية الدولية وفق اتفاقية 1972 الخاصة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي.

وختم جميح تصريحه بالقول: "ظللنا نحذر الحوثيين من استمرار العبث بصنعاء دون جدوى، إلى أن اضطرت اليونسكو إلى سحب مشاريعها من العاصمة، ونأمل ألا يتكرر المشهد في شبام أو أي مدينة يمنية أخرى تحمل ملامح الهوية الحضارية لليمن".