استهداف الصنعاني في مأرب.. قيادات القاعدة في مصيدة الضربات الأمريكية
السياسية - منذ ساعتان و 58 دقيقة
مأرب، نيوزيمن، خاص:
لم تمضِ سوى أيام على بث تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إصدارًا دعائيًا جديدًا، حتى جاءت الطائرات الأمريكية لترد من السماء؛ غارة دقيقة شرق مأرب استهدفت أحد أكثر وجوه التنظيم تأثيرًا، "أبا محمد الصنعاني"، القيادي الأمني الذي يُتهم بتنسيق عمليات التنظيم الميدانية خلال السنوات الماضية.
وقالت مصادر محلية وأمنية إن طائرة يُعتقد أنها تابعة للولايات المتحدة نفذت، مساء الاثنين، غارة جوية دقيقة على موقع في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة شرق محافظة مأرب. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الغارة استهدفت أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بينما أفادت التقارير بأن المستهدف أُصيب بجروح خطيرة ونُقل من موقع الهجوم إلى مكان غير معلوم.
وأوضح الباحث والصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، محمد بن فيصل، أن الضربة ركزت على القيادي المعروف داخل التنظيم باسم "أبي محمد الصنعاني"، الذي يُعد من العناصر البارزة في الجهاز الأمني للتنظيم، وكان له دور مهم في تنسيق الأنشطة الأمنية خلال السنوات الماضية في اليمن.
جاءت الضربة الأمريكية بعد أيام قليلة من إصدار مرئي جديد بثّه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتاريخ 28 أكتوبر 2025 بعنوان "سبيل الرشاد".
الإصدار الذي استغرق نحو ساعة، حمل تحذيرات لليمنيين من "التجسس" على التنظيم، واستعرض ما وصفه بقدرة الجماعة على اكتشاف "المخبرين" الذين يعملون لصالح أجهزة الاستخبارات الأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة. كما تضمن الفيديو اعترافاتٍ مزعومة لعدد من اليمنيين المتهمين بالتعاون مع قوى أجنبية وتعقب عناصر التنظيم عبر زرع أجهزة إلكترونية ونقل معلومات حساسة أسهمت في تنفيذ غارات بطائرات مسيّرة ضد عناصر التنظيم في جنوب اليمن.
وظهر في الإصدار رجل يدعى أبو إسلام المهاجر، قُدّم بوصفه مسؤولًا أمنيًا داخل التنظيم، شرح ما سماه "جهود مكافحة التجسس"، زاعمًا أن القاعدة كشفت عن شبكة من الجواسيس وأخضعتهم "لمحاكمات شرعية داخلية"، قبل أن يعرض الفيديو لقطات إعدام قال التنظيم إنها "عقوبات رادعة".
ويعد هذا الإصدار امتدادًا لاستراتيجية دعائية يعتمدها التنظيم منذ سنوات، تهدف إلى بسط نفوذه في المناطق الريفية وإرهاب السكان المحليين وردع أي تعاون استخباراتي مع الحكومات الغربية. ورغم ما تضمّنه الفيديو من مزاعم، لم تُقدَّم أي أدلة مستقلة تؤكد صحة الاعترافات أو هوية الأشخاص الذين ظهروا فيه.
تأتي الغارة في سياق تصاعد عمليات الاستهداف الأمريكية لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن، ولا سيما في محافظات مأرب وشبوة وأبين، في إطار سياسة واشنطن القائمة على الضربات الدقيقة ضد القيادات الميدانية التي يعتقد أنها تلعب أدوارًا محورية في إدارة العمليات العسكرية والإعلامية للتنظيم.
ويرى مراقبون أن تزامن الغارة مع إصدار التنظيم الدعائي الأخير يعكس تداخل البعدين الأمني والإعلامي في مواجهة القاعدة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف قدرة التنظيم على استخدام الإعلام كأداة تعبئة وتجنيد، في الوقت الذي تواصل فيه ملاحقة رموزه على الأرض.
>
