اليمن يتهم فرنسا بـ"الاستسلام الأخلاقي" للحوثي وبث إرهابه للعالم
السياسية - Saturday 08 November 2025 الساعة 05:58 pm
عدن، نيوزيمن:
اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، شبكات البث الأوروبية وعلى رأسها الفرنسية Eutelsat بـ"التواطؤ الأخلاقي"" مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، من خلال السماح باستمرار بث قنواتها عبر الأقمار الصناعية الأوروبية، رغم ما تحمل من خطابات تحريضية وتمجيد للعنف ونشر للكراهية.
وقال الإرياني في مقالة نشرتها صحيفة The Jerusalem Post، إن استمرار بث قنوات مثل قناة المسيرة ووسائلها التابعة للجماعة يعد خرقًا صارخًا للقوانين الأوروبية والدولية التي تحظر انتشار محتوى يحرض على الكراهية أو الإرهاب. وأضاف أن الجماعة، المدعومة من إيران، تستخدم هذه القنوات لترويج أيديولوجيا متطرفة، وشعارات طائفية تدعو للموت والإرهاب، واصفًا ذلك بأنه دعوة صريحة للعنف ضد شعوب وديانات بأكملها.
وأشار الوزير إلى أن الحوثيين يسيطرون على "حزمة فضائية كاملة" عبر Eutelsat، تشمل قنوات يمنية رسمية مثل "اليمن" و"سبأ" و"الإيمان"، التي استولت عليها الجماعة بعد اقتحامها مؤسسات الدولة في صنعاء، وتواصل بثها تحت اسم "الجمهورية اليمنية"، معتبرًا ذلك "انتهاكًا لمبدأ السيادة الوطنية وتوظيفًا لوسائل الإعلام الرسمية في خدمة فصيل مسلح غير شرعي".
ويرى الإرياني أن السماح باستمرار هذا البث يفاقم خطر التطرف عبر غسل أدمغة الأطفال وتوريث العداء الطائفي لجيل جديد، محذرًا من أن الصمت الأوروبي إزاء الأمر يُعد "تواطؤًا يقوض مصداقية أوروبا في الدفاع عن حقوق الإنسان". ودعا الحكومة الفرنسية، وهيئة تنظيم السمعي-البصري، إلى اتخاذ موقف قانوني وأخلاقي حازم، بإنهاء تراخيص البث وعقود الأقمار التي تتيح لهذه الدعاية الوصول إلى ملايين المنازل حول العالم، مؤكدًا أن ما تبثه هذه القنوات "ليس إعلامًا، بل سلاحًا نفسيًا يُستخدم لتفكيك المجتمع اليمني وتسميم وعي أجياله".
وختم المقال بالقول إن غض الطرف عن دعاية الحوثي عبر الأقمار الأوروبية ليس خطأ تقنيًا فحسب، بل هو "استسلام أخلاقي خطير"، داعيًا أوروبا إلى إثبات التزامها الحقيقي بالقيم التي تزعم الدفاع عنها.
>
