اليمن من بين أسوأ بؤر الجوع في العالم

السياسية - منذ ساعة و 32 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من أن العالم يقف على أعتاب موجة جديدة من المجاعة، مرجحتين أن تواجه 16 بؤرة توتر حول العالم – بينها اليمن – خطر الجوع الكارثي خلال الأشهر المقبلة. التحذير الأممي يأتي ليؤكد أن اليمن، الغارق في الحرب منذ قرابة عقد، لا يزال يمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المعاصرة، حيث يواجه الملايين خطر الجوع والفقر وفقدان سبل العيش.

وفي تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، أوضحت الوكالتان أن النزاعات المسلحة والعنف وانعدام الاستقرار السياسي تظل الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في معظم البلدان الأكثر عرضة للخطر. وذكر التقرير أن اليمن والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي والأراضي الفلسطينية من بين أسوأ بؤر الجوع في العالم، حيث يواجه سكانها خطرًا وشيكًا بالمجاعة الكارثية.

وأضاف التقرير أن مناطق أخرى مثل أفغانستان، والكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، وسوريا، والصومال، وبورما، تشهد مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، إلى جانب بوركينا فاسو وتشاد وكينيا، ولاجئي الروهينغا في بنغلادش، الذين يعانون من تراجع المساعدات الدولية.

وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، في تصريحات نقلها التقرير، إن “العالم يقف على شفير كارثة جوع يمكن تجنبها تمامًا”، مؤكدة أن “عدم التحرك العاجل لتوفير التمويل اللازم سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والهجرة والنزاعات”.

وأشار التقرير إلى أن أزمة التمويل تعد من أبرز العوامل المفاقمة للوضع الإنساني، إذ لم يُجمع سوى 10.5 مليار دولار من أصل 29 مليار دولار مطلوبة لتمويل عمليات الإغاثة المخصصة لملايين المحتاجين. وأوضح أن هذا النقص الخطير دفع برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص المساعدات المقدمة للاجئين والنازحين، بل وإلى تعليق برامج التغذية المدرسية في عدد من البلدان التي تواجه أسوأ معدلات سوء تغذية بين الأطفال.

وفي السياق ذاته، نبهت منظمة الأغذية والزراعة إلى أن سبل العيش الزراعية تواجه خطر الانهيار التام، بسبب غياب التمويل اللازم لحماية الإنتاج المحلي ودعم المزارعين. وأكدت المنظمة ضرورة الإسراع في توفير الدعم للبذور والمعدات الزراعية وخدمات صحة الثروة الحيوانية قبل بدء مواسم الزراعة المقبلة، لتفادي اتساع رقعة الجوع.

ويأتي إدراج اليمن ضمن قائمة أسوأ بؤر الجوع في العالم في وقت تتراجع فيه موارد الإغاثة الدولية وتتقلص برامج المساعدات بسبب الأزمات العالمية وتعدد بؤر النزاع، ما يهدد بتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة. وتؤكد التقارير الأممية أن أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة، بينهم ملايين الأطفال الذين يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، فيما تزداد معدلات الفقر والبطالة في ظل استمرار الحرب وتعثر جهود السلام.

ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن تجاهل مؤشرات التحذير الحالية قد يؤدي إلى انفجار أزمة جوع عالمية جديدة، داعين المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتأمين التمويل وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما يحول دون انهيار شبكات الدعم الحيوي في اليمن وسائر المناطق المنكوبة.