اعتقالات وهدم منازل.. الحوثيون ينكّلون بأهالي "دير حسن" في الحديدة
المخا تهامة - منذ 8 ساعات و 23 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن، خاص:
تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية ممارسة سياسة الإرهاب والاضطهاد بحق أبناء القرى والمناطق الريفية في محافظة الحديدة، والتي تُعد الأكثر هشاشة وضعفًا في ظل غياب أي حماية قانونية أو رقابة حقوقية فاعلة.
وشهدت قرية دير حسن الواقعة في منطقة كيلو 16 بمديرية الدريهمي جنوب شرق محافظة الحديدة السبت عملية اقتحام عنيفة نفذتها "عشرات الأطقم الحوثية"، ما أسفر عن حملة اعتقالات جماعية طالت رجالاً، من بينهم كبار في السن، إضافة إلى نساء وأطفال، كما استخدمت الميليشيات شيولات لهدم منازل الأهالي.
وقال مصدر حقوقي محلي — رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية — إن "ما يحدث في دير حسن اليوم جريمة مكتملة الأركان بحق المدنيين العزل"، موضحًا أن الحملة أشرف عليها قيادي حوثي منتحل صفة "مدير عام شرطة الحديدة" مع مسلح يُدعى “أبو مالك”، وعدد من أبناء الدريهمي الموالين للميليشيات على رأسهم "محمد شريم".
وأضاف المصدر أن الاقتحام شمل مداهمة منازل عدة، وتمثّل في اعتقالات عشوائية لأشخاص من مختلف الفئات العمرية، بينهم أطفال، وهو ما يضع المدنيين في دائرة الخطر مع تصاعد الخوف والترهيب في الأجواء.
بحسب المصدر، استخدمت "ثلاث شيولات" لهدم منازل عدد من العائلات في القرية، ما دفع بعض السكان إلى الفرار دفعة واحدة، تاركين ما يملكون خلفهم. وأضاف أن النساء والأطفال من بين من أُبعدوا أو أجبروا على النزوح فورًا، في مشهد يشعرهم بأن الحراسة عليهم ليست سوى "خروج من مأمن إلى غربة".
ويرى ناشطون ومصادر حقوقية أن ما يحدث في دير حسن ليس حوادث عشوائية، بل "جزء من سياسة ممنهجة" تمس سكان المناطق الساحلية والريفية— خصوصًا تلك التي تشهد نزاعات على النفوذ— من قبل مسلحي الجماعة. وقال المصدر الحقوقي إن "مثل هذه الحملات تأتي في سياق توجيه رسالة رعب، وإقصاء سكان محليين، وفرض السيطرة بالقوة".
ونبه المصدر إلى أن مشاركة مليشيات حوثية نسائية "الزينبيات" في الاقتحام تشكل "انتهاكًا مزدوجًا" خصوصًا في المجتمعات اليمنية المحافظة، حيث يُشكل اقتحام منازلهن من قبل مسلحين أمرًا شديد الحساسية.
ووجّه المصدر نداءً عاجلاً إلى منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية للتدخل بسرعة، وتوثيق ما يجري في دير حسن، وتقديم حماية عاجلة للمدنيين، ووقف ما وصفه بـ "حملة التطهير والترهيب" بحق عائلات أبرياء وقال: "إذا لم تتدخل المؤسسات لإنقاذ المدنيين الآن، فغدًا سيستيقظون على موجة نزوح قسرية، أو على أطفال لا مأوى لهم، وبيوت مدمّرة، وضحايا للنسيان".
>
