تصاعدٌ خطير في هجمات القاعدة وتنسيق حوثي–إخواني يهدّد استقرار الجنوب

السياسية - منذ ساعتان و 42 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

تشهد محافظات أبين وشبوة موجة متصاعدة من العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة، في ظل ما تصفه مصادر أمنية بـ"تنسيق واضح" بين التنظيم ومليشيا الحوثي وجماعة الإخوان المسلمين، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار بعد سلسلة الانتكاسات التي مُنيت بها قوات الإخوان في وادي حضرموت والمهرة عقب إعادة الانتشار العسكري للقوات الجنوبية.

وخلال الأيام الماضية، سجّلت محافظتا أبين وشبوة سلسلة من الهجمات الدموية، ترافقت مع تصعيد إعلامي وتحريضي من قيادات في تنظيم القاعدة، بينها القيادي المعروف باسم "أبي البراء الصنعاني" الذي ظهر في تسجيل صوتي يحرّض بشكل صريح على استهداف القوات الجنوبية، معتبراً تلك الهجمات جزءاً مما وصفه بـ"مشروع إقليمي أوسع".

وأكدت مصادر ميدانية أن وحدات أمنية جنوبية تصدت، لهجوم جديد شنّه مسلحو القاعدة في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة، استخدم فيه التنظيم طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة المدى.

ووفقاً للمصادر، تمكّنت الوحدات من إحباط الهجوم بعد اشتباكات عنيفة كبّدت الإرهابيين خسائر فادحة. وأسفرت العملية عن استشهاد وإصابة اثنين من أفراد القوات المرابطة، فيما تواصل الوحدات الأمنية عمليات التمشيط لتعقب العناصر الفارة نحو الجبال الوعرة المحيطة بالمنطقة.

ويعد هذا الهجوم الثاني خلال 24 ساعة، والرابع خلال أيام قليلة، ضمن سلسلة عمليات متتابعة في محافظتي شبوة وأبين تستهدف النقاط والمواقع الأمنية والعسكرية التابعة للقوات الجنوبية.

وأوضحت المصادر الأمنية أن تنظيم القاعدة نفذ خلال النصف الأول من العام 2025 أكثر من 30 عملية إرهابية، بعد إجرائه تعديلات في استراتيجيته الهجومية، مستفيداً من دعم وتعاون مباشر مع مليشيا الحوثي، وفق تقارير أممية.

وأشارت إلى أن التنظيم استخدم، في عدد من هجماته، طائرات مسيّرة حصل عليها عبر شبكات تهريب مشتركة مع الحوثيين، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة وأجهزة متفجرة يدوية وبنادق قنص متطورة.

وتوحد الخطاب العلني في الأيام الأخيرة بين قيادات في القاعدة وقيادات إخوانية وإعلاميين حوثيين، الذين شنّوا حملة تحريض واسعة ضد القوات الجنوبية بعد نجاحها في تأمين مواقع استراتيجية كانت تمثل لسنوات معاقل لنشاط هذه الأطراف، خصوصاً في وادي حضرموت والمهرة.

واعتبر مراقبون أن هذا التوافق في الخطاب والهجمات يمثل «مؤشراً خطيراً» على تنامي تحالف الضرورة بين هذه الجماعات، بعد خسارتها مناطق نفوذ كانت تمثّل شرياناً حيوياً لعملياتها العسكرية والإرهابية.

وفي التسجيل الصوتي للقيادي "أبي البراء الصنعاني"، دعا التنظيم إلى استهداف قوات الانتقالي في حضرموت والمهرة، كما دعا لاستقطاب شباب مأرب ومناطق أخرى لتنفيذ هجمات إرهابية، مشيداً بدور عناصر التنظيم في وادي عومران بمحافظة أبين، الذي ظل طوال سنوات نقطة ارتكاز لعمليات القاعدة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن تصاعد الهجمات الإرهابية يأتي ضمن محاولات "التحالف الحوثي–الإخواني–القاعدي" لخلخلة الاستقرار في محافظات الجنوب، بعد إعادة ترتيب القوات وانتقال زمام السيطرة لصالح القوات الجنوبية في مناطق شكلت تاريخياً ممرات وملاجئ للتنظيمات المتطرفة.

وتؤكد المصادر الأمنية أن القوات الجنوبية رفعت من مستوى الجاهزية القتالية، وتواصل عمليات التمشيط والملاحقة، وسط دعوات لتعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين محافظات الجنوب لمواجهة التهديد الإرهابي المتصاعد.