تقرير أمريكي: الحوثيون يوظفون تهمة التجسس لتعزيز السيطرة وبث الخوف
الحوثي تحت المجهر - منذ 3 ساعات و 54 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
كشف تقرير لموقع The Media Line الأمريكي أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تستخدم تهمة التجسس كأداة لبناء سردية أمنية تخدم السيطرة والقمع الداخلي، مستندة إلى حالة "جنون عظمة" أعقبت الضربات الإسرائيلية، في محاولة لترسيخ نفوذها وتعزيز الخوف بين السكان.
ونقل التقرير عن الباحثة إليونورا أرديماني، المشاركة الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن مزاعم التجسس تعد أداة سردية قوية للجماعة، تمكّنها من دمج الأيديولوجيا والأمن والحكم في إطار واحد، مما يشرعن القمع ويزيد مناخ الخوف في مناطق سيطرتها.
وأشار التقرير إلى استمرار الحوثيين في احتجاز موظفين يمنيين حاليين وسابقين مرتبطين بالبعثة الأمريكية، حيث أدانت وزارة الخارجية الأمريكية في 11 ديسمبر/كانون الأول هذا الاحتجاز غير القانوني، محذرة من أن الإجراءات القانونية الشكلية المتبعة تعكس نمطًا متصاعدًا من القمع الداخلي.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد احتجز الحوثيون منذ 2024 ما لا يقل عن 59 موظفًا يمنيًا تابعًا للأمم المتحدة، ما دفع الأمين العام أنطونيو غوتيريش للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم، محذرًا من أن إحالتهم إلى محكمة جنائية خاصة تشكل انتهاكًا للقانون الدولي. كما وصفت منظمات حقوقية هذه الاعتقالات بأنها تعسفية وتستهدف اليمنيين المرتبطين بالمؤسسات الدولية.
ورأى التقرير أن توقيت هذه الاحتجازات يعكس استراتيجية الحوثيين للتحول من المواجهة الخارجية إلى تركيز السيطرة الداخلية عبر خلق أعداء داخليين، خصوصًا بعد وقف إطلاق النار في غزة وتراجع الهجمات على السفن في البحر الأحمر، ما يجعل الاحتجاز أداة للابتزاز الدبلوماسي والسيطرة على الداخل في آن واحد.
وأكد محللون أن هذه الاعتقالات تهدف إلى تأديب المجتمع ورسم خطوط حمراء، وأنها تعكس بنية حكم الحوثيين، حيث يصبح الإكراه والترهيب أدوات أساسية للحفاظ على السلطة في ظل غياب رعاية اجتماعية فعالة. كما حذرت الباحثة أرديماني من أن استمرار هذا النهج قد يقلل من فرص وقف إطلاق النار واستقرار طويل الأمد، مؤكدين أن الجماعة لم تثبت أنها شريك نزيه في الاتفاقات الدولية.
>
