سمير رشاد اليوسفي

سمير رشاد اليوسفي

تابعنى على

عدوّي إسرائيل أحبّ إليّ من صديقي إيران

منذ 6 ساعات و 42 دقيقة

لا تستعجلوا الهجوم.

أنا لا أهوى الاحتلال، ولا أطرب لصوت القنابل في غزة، ولا أذوب حبًّا في الأبارتهايد.

لكني، في لحظة يأسٍ عربي شامل، وجدتني – غصبًا عني – أميل إلى عدوٍّ واضح، أكثر من صديقٍ مغلَّف بالنفاق.

إسرائيل لا تكذب.

تقول لك إنها تحتلك… وتحتلك فعلًا.

تراك عدوًّا… وتعاملك كعدو.

واضحة، مباشرة، وقحة؟ نعم. لكنها لا تزعم أنها “تحبك” وهي تدمّرك باسم الإخوة.

أما إيران؟

تصرخ: “الموت لإسرائيل”، ثم ترسل المسيّرات إلى عدن، والميليشيات إلى تعز، والألغام إلى مأرب، وتُحكم الخناق على صنعاء.

تقول إنها جاءت لتحرّر القدس… فتحتلّ كل مدينةٍ عربية يمكن أن تصلها أذرعها.

إيران تقتل ثم تبكي، تهدم ثم تدعو.

تمدّ يدها… وتطعن باليد الأخرى.

أحبّ إسرائيل؟ لا.

لكني أقدّر عدوًّا لا يرتدي عمامة، ولا يدّعي أن الله أرسله ليحكمنا، ولا يُطلق كتائب مذهبية في كل شارع، ثم يطلب منا أن نُصفّق له لأنه “يدعم محور المقاومة”.

على الأقل، إسرائيل لا تتحدث عن “الوحدة الإسلامية” وهي توزّع الطائفية في عبوات ناسفة، وتُرسلها إلينا بلا إذن… ولا اعتذار.

إسرائيل عدوّ نعرفه.

أما إيران، فلا تجاورنا، لكنها تتصرّف كما لو أن اليمن محافظتها الثانية والثلاثين!

تتحدث عن المقاومة، وتمارس الاحتلال.

تتحدث عن الدين، وتشوّه الإسلام.

تدّعي المظلومية… وتخلق عشرين مظلومية جديدة.

هل إسرائيل أفضل؟

لا.

لكنها لا تُهين عقلي.

أنا لا أصفّق للاحتلال، لكني سئمت أن أُجلد يوميًّا باسم “التحرير”، وتُستباح بلادي باسم “الثورة”.

سئمت من الشعارات التي تُرفَع على أنقاض المدن، وعلى رؤوس أطفال تعز وخرائب مأرب.

في زمن الضياع… صرت أحبّ العدوّ الصريح،أكثر من ذلك الذي يتسلّل إلى أوطاني باسم الإخوة… ويحقن فيها سُمَّه باسم الدين.

من صفحة الكاتب على منصة إكس