صادق صبر

صادق صبر

تابعنى على

ميناء المخا.. حين يعود التاريخ ليصنع المستقبل

منذ ساعتان و 40 دقيقة

أحيانًا لا يكون الإنجاز مجرد مشروع يُعلن عنه، بل حكاية وعي وإصرار ووطنية تُكتب بأفعال الرجال. وميناء المخا اليوم ليس مجرد مرفق بحري استعاد نشاطه، بل رمزٌ لنهضةٍ تتنفس من عبق التاريخ وتطلّ بثقة نحو المستقبل.

أن ترى سفن الحاويات تتهيأ للرسو في ميناء المخا لأول مرة بعد عقود من الجمود، فذلك مشهد يُشبه عودة الحياة إلى قلبٍ ظلّ نابضًا بالذكريات. 

إنها لحظة استثنائية تختصر سنواتٍ من الإهمال والخذلان، وتترجمها اليوم إلى منجزٍ وطنيٍ مشرّف تحقق بفضل دعم وإصرار الفريق أول ركن  طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية، الذي جعل من الإعمار والتنمية وجهًا آخر للمعركة من أجل اليمن.

الميناء الذي كان يومًا نافذة اليمن إلى العالم ومهد (قهوة المخا) الشهيرة، يعود اليوم بعد إعادة تأهيله ورفع كفاءته التشغيلية، جاهزًا لاستقبال سفن الحاويات، في خطوة تعني الكثير للساحل الغربي وللاقتصاد اليمني عمومًا.

ووفقًا لمدير الميناء، فقد اكتملت أعمال التأهيل بدعم وإشراف مباشر، فيما تتواصل عمليات تعميق القناة الملاحية وحوض الاستدارة لتوسيع القدرة الاستيعابية وتعزيز جاهزية الميناء لاستقبال مزيدٍ من السفن التجارية.

إنه مشهد يدعو للفخر، ورسالة تؤكد أن إرادة البناء أقوى من ركام الحرب، وأن الأيادي التي أمسكت بالبندقية دفاعًا عن الوطن، هي ذاتها التي تمتد اليوم لتبني وتعمّر وتعيد الروح إلى شرايين الحياة.

ميناء المخا اليوم لا يعود إلى الماضي، بل يستدعي تاريخه ليصنع مستقبل اليمن… مستقبلًا يليق بعراقة المكان، وبمن آمنوا أن النهوض لا يتحقق بالشعارات، بل بالعمل والإخلاص والإنجاز الملموس.