أدونيس الدخيني

أدونيس الدخيني

تابعنى على

تراجع إيراني تكتيكي في اليمن لإنقاذ الحوثيين ومنع انهيار المحور

Wednesday 10 December 2025 الساعة 08:31 pm

تراجعت إيران إلى الوراء لا السعودية، لكنه مرحلي على الأقل لأشهر، إلى حين يستجد وضع في المنطقة، وتستعيد زمام المبادرة.

والتراجع حصل بموافقة طهران على دعم سياسي شامل في اليمن وفقاً للمبادئ المعترف بها دولياً برعاية أممية.

بمعنى، حل سياسي وفقاً للمرجعيات الثلاث, واستبعاد رسمياً على الأقل سعودياً خارطة الطريق التي أردها عبدالملك، باعتبارها ضمنت المستقبل له وحده.

استعجلت طهران التوجه الى هذا الخيار لإنقاذ وكيلها في اليمن من مصير وكيلين الأول في لبنان والثاني في سوريا، ووصل الارتداد إلى العراق، بهزيمة قاسية تكبدها أئتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

والمصير كان مؤكد واقترب وعلى وشك في اليمن. وفرص النجاة منه صفر: ضده الجميع وهم مجتمع دولي إقليم تحالف يمنيون، وإيران غير قادرة على المساندة الفاعلة، ومن كان يتولى إدارة المعارك تكبد هزيمة قاسية ومذلة، وفقد كل صقوره، وأمينه العام وخلفه، ومجلسه الجهادي بالكامل. 

هذا غير وضع خطير تعيشه ذات المـليـ.ـشـيـا بسبب اختراق اسرائيل وصل الى المجلس الجهادي وقتل رئيس عملياته محمد الغماري.

وبالتالي تصبح ملهاة المفاوضات الخيار المفضل والأهم والإجباري  والأضمن في البقاء، إلى حين يتغير المشهد في المنطقة، والحول دون الوصول إلى نهاية الطريق.

منذ بداية الحرب رفض عبدالملك ذات المرجعيات، وماذا سيقول الآن؟ 

بالتأكيد لن يتمرد على توجيه شهلائي وقآاني.

لن يمانع من التراجع المرحلي، وهذا أساساً طريقه في إدارة الأزمة اليمنية: مفاوضات تطيل أمدها بهدف دفع الجميع إلى الموافقة على شروطه، ضف أن الاتفاقات كانت الخيار المفضل منذ تشكل مـ.ـليـ.ـشيـ.ـاته.

لم يكن من مصلحة الحكومة الوقوف في هذا الفخ، لكنها ستوافق. 

يتبقى فقط موقف واشنطن؟ أتصل اليوم بعد الاجتماع الثلاثي وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وناقشا بحسب الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب, التطورات في اليمن.

تطرق نفس البيان إلى الحاجة الملحة لدفع جهود السلام في السودان, لكن فيما يتعلق باليمن اكتفى البيان بالإشارة الى مناقشة التطورات.

هل كان هناك رفض أمريكي؟ 

التفاوض الأن مصلحة إيرانية فحسب، وخسارة فادحة يمنية وسعودية وأمريكية باعتبارها تصب في منع القضاء على ما عرف بالمحور كاملاً، وتمنح طهران فرصة العودة مجدداً انطلاقاً من ايقاف فاتورة الخسارة عند مستواها الحالي والحفاظ على تواجد عند أحد أهمم الممرات المائية في العالم، وبالتالي، تصبح اليمن غرفة العمليات المركزية لمواصلة التوسع أفريقياً وإعادة ترميم وضع الوكيل في لبنان.

أما من يراهن على استفاقة الإيرانية أو إمكانية حل سياسي وفقاً للمرجعيات فبحاجه الى تقاعد مبكر من العمل السياسي.

فأي عقل هذا الذي يراهن على استفاقة دولة خلال العام الأخير هربت أحدث الأسلحة الصاروخية المتطورة الى ذراعها في اليمن بما في ذلك الصواريخ فرط صوتية؟ 

خلية واحدة ضبطتها شعبة استخبارات المقاومة الوطنية قالت في الاعتراف، إنها هربت وحدها١٢ شحنة خلال العام الجاري، وهناك سبع خلايا أخرى تعمل في نفس المهمة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك