الحوثي أعلن الانفصال عمليًا عام 2019م حين منع تداول العملة الجديدة، وإلى اليوم الأمر عادي عند "الوحدويين" الذين لهم شهر يصيحون على ما حصل بسيئون، رغم أن العملة رمز سيادي للدولة مثل العلم الذي يبكون عليه.
بل إن العملة هي رمز وعامل "وحدة" أكثر من العلم، والدليل أوروبا، التي بين دولها دم وحروب لآلاف السنين، توحدت اقتصاديًا، وكان اتفاقهم على عملة موحدة، "اليورو"، أقوى إعلان لترسيخ هذه الوحدة.
وكلنا نعرف أن بريطانيا كانت الدولة الوحيدة داخل الاتحاد الأوروبي التي رفضت التخلي عن عملتها، رغم قبولها بكل قوانين الاتحاد، ولم يكن هناك سبب اقتصادي يبرر قرارها، بل لإرضاء غرورها التاريخي كإمبراطورية حكمت نصف العالم، ولازم تميز نفسها ولا تكون مثل أي دولة في الاتحاد الأوروبي، فاختارت إبقاء الجنيه الإسترليني. وطبعًا انتهى الأمر بانفصالها عن الاتحاد.
حتى مجموعة "البريكس"، وهو كيان سياسي واقتصادي أنشأته روسيا والصين ضد هيمنة الغرب، بدأت تناقش فكرة إصدار عملة على غرار اليورو.
طبعًا، المجموعة مركزة تمامًا على استهداف هيمنة الدولار في التعاملات الدولية، وترى أن هذا أهم عوامل الهيمنة الأمريكية على العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن الموضوع مجرد فكرة، والعراقيل كثيرة، حتى موضوع اليورو واستمرار الاتحاد الأوروبي كله أصبح محل شك، لكن الشاهد هنا أن العملة ليست مجرد ورق أو أداة تعامل مالي، بل رمز سيادي للدول وعامل وحدة بين الشعوب والدول، أهم من الأعلام والخرق.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
>
