مسؤول بيئي بالحديدة: التلوث الناتج عن الهجوم الحوثي قد يمتد إلى باب المندب

السياسية - منذ ساعتان و 30 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن:

حذر مدير عام حماية البيئة بمحافظة الحديدة، المهندس فتحي عطا، من كارثة بيئية خطيرة باتت وشيكة الوقوع، جراء الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفينة التجارية ماجيك سيز قرب موانئ الحديدة، باستخدام زوارق مفخخة وطائرات مسيرة مفخخة، في اعتداء وصفه بالـ"همجي وغير المسؤول".

وقال عطا، في تصريح نقله إعلام محافظة الحديدة، إن التداعيات البيئية الناجمة عن هذا الهجوم تتجاوز حدود المياه الإقليمية للحديدة، محذرًا من أن التلوث البحري الناتج عن تسرب الوقود أو المواد الخطرة من السفينة المستهدفة قد يمتد ليشمل سواحل ميدي شمالًا وحتى مضيق باب المندب جنوبًا، ما يشكل تهديدًا بالغًا للبيئة البحرية على مستوى البحر الأحمر والمنطقة برمتها.

وأوضح أن هذا الاعتداء يمثل جريمة مزدوجة، ليس فقط في بعده الأمني والعسكري، وإنما في كونه عدوانًا مباشرًا على البيئة البحرية والثروات السمكية، مؤكداً أن الحادث يعمق معاناة آلاف الصيادين الذين يعتمدون على هذه المياه في تأمين قوتهم اليومي ويعرض مصادر رزقهم للدمار، ناهيك عن التهديد الخطير للحياة البحرية الهشة في هذه المنطقة.

وأشار مدير حماية البيئة إلى أن الأضرار المحتملة لا تقتصر على التلوث المباشر، بل قد تشمل تدمير الشعاب المرجانية، وتسمم الأحياء البحرية، وتراجع التنوع البيولوجي، ما يضاعف من الآثار البيئية والاقتصادية الكارثية على المدى المتوسط والبعيد.

وفي هذا السياق، وجه عطا نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة، والمنظمات البيئية الدولية، والدول المطلة على البحر الأحمر، من أجل التدخل السريع لاحتواء آثار الهجوم، وتقديم الدعم الفني واللوجستي العاجل للحكومة اليمنية، خصوصًا أن الإمكانات المحلية المتوفرة من كوادر ومعدات وخطط استجابة بيئية لا تكفي للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.

وأكد أن حماية البيئة البحرية في اليمن لم تعد مسؤولية محلية فقط، بل أصبحت ضرورة إقليمية ودولية لحماية الأمن البيئي المشترك، خاصة في ظل استمرار الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية وناقلات الوقود في البحر الأحمر، وهو ما ينذر بتحول الممر الملاحي الأهم في العالم إلى بؤرة تلوث بحري ومصدر خطر بيئي عالمي.

واختتم عطا تصريحه بالتشديد على أن استمرار هذه الممارسات الحوثية التخريبية دون ردع حازم سيؤدي إلى مزيد من التدهور البيئي، مؤكدًا أن الوقت ينفد أمام تفادي تداعيات كارثية تهدد ليس فقط اليمن، بل البيئة البحرية الإقليمية والدولية.

وكانت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري أعلنت غرق سفينة الشحن “ماجيك سيز” التي ترفع علم ليبيريا، قبالة السواحل اليمنية، وعلى متنها حملة تقدر بـ35 ألف طن من مادة نترات الأمونيا، وهي مادة تُستخدم في الأسمدة ولكنها قابلة للانفجار وتشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا شديدًا في حال تسربها إلى المياه.