من آثار اليمن المنهوبة.. ختم ذهبي نادر يعود للقرن الأول قبل الميلاد يعرض في أمريكا
السياسية - Wednesday 16 July 2025 الساعة 08:54 pm
كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن قطعة أثرية نادرة من آثار اليمن المهربة عبارة عن ختم أسطواني ذهبي يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، تم عرضه وبيعه في مزاد علني بالولايات المتحدة، في ظل استمرار عمليات تهريب وبيع الآثار اليمنية.
وأوضح محسن، في منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن القطعة هي ختم أسطواني الشكل ثماني الأضلاع، مصنوع من ذهب الإلكتروم، وهي سبيكة طبيعية مكونة أساسًا من الذهب والفضة، كان اليمنيون القدماء يستخدمونها في صناعات دقيقة وفنية. ويُعتقد أن هذا الختم يمثل أول دليل مادي على استخدام الإلكتروم في اليمن القديم.
ويحمل الختم، الذي تم عرضه سابقًا في صالة "فورتونا فاين آرتس" بنيويورك، نقوشًا مسندية دقيقة موزعة على ثمانية أسطر، يضم كل منها أربعة إلى خمسة حروف، إلى جانب غطاءين معدنيين في طرفيه وفتحة تعليق تعزز من قيمته الفنية والوظيفية.
وقال محسن إن القطعة كانت ضمن مجموعة مقتنيات خاصة في مدينة نيويورك، وقد تم بيعها في مزاد بتاريخ 1 مارس 2023، مؤكدًا أن التحقيق في أصالة القطعة لا يزال جاريًا، وأن تحليل النقوش قد يفتح الباب أمام اكتشافات جديدة تتعلق بالمجتمع اليمني القديم ووظائف مثل هذه الأختام.
ويُعد الذهب الإلكترومي مادة نادرة استخدمت منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، خصوصًا في تكسية المسلات وتغطية رؤوس المومياوات الملكية وصياغة الحلي وصك العملات، فيما تعد ميداليات جائزة نوبل من أشهر المنتجات المصنوعة منه في العصر الحديث.
ويعبر الكثير من المختصين والمهتمين بالآثار اليمنية بينهم الباحث عبدالله محسن عن القلق العميق إزاء تزايد عمليات تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق العالمية، مؤكدين أن مثل هذه الاكتشافات تكشف حجم ما تتعرض له آثار اليمن من نهب وتفريط ممنهج، خصوصًا منذ انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2014، حيث تصاعدت أعمال التنقيب غير المشروع والتهريب إلى خارج البلاد.
ويأتي هذا الكشف ليعيد تسليط الضوء على حجم الخسائر الثقافية والرمزية التي يتعرض لها اليمن، في ظل ضعف الحماية القانونية والدبلوماسية للآثار الوطنية في الخارج، فيما تتواصل نداءات الباحثين والخبراء لإنقاذ ما تبقى من الهوية الحضارية اليمنية الممتدة منذ آلاف السنين.