غليان متصاعد.. دعوات نسوية للانتفاضة في حضرموت تنديدًا بإنقطاع الكهرباء

الجنوب - منذ 11 ساعة
المكلا، نيوزيمن، خاص:

تتواصل موجة الغضب الشعبي في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، مع تفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع ساعات الانقطاع اليومي إلى 18 ساعة، في ظل صيف حار وانهيار حاد في الخدمات الأساسية.

سكان المحافظة، وفي مقدمتهم أبناء مدينة المكلا، اندفعوا إلى للشوارع في احتجاجات سلمية منذ الأربعاء الماضي، للتعبير عن رفضهم للحالة المتدهورة لخدمة الكهرباء والمطالبة بإبعاد الخدمات عن دائرة الحسابات السياسية، خصوصًا مع تبادل الاتهامات بين الجهات الحكومية في حضرموت وحلف القبائل بشأن الوقوف وراء تعطيل وصول الوقود إلى محطات التوليد.

وأطلقت الأكاديمية البارزة وأستاذة الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت، الدكتورة دعاء سالم باوزير، دعوة صريحة لمناصرة الاحتجاجات والانضمام إليها، مؤكدة تضامنها الكامل مع المواطنين المتضررين، واستعدادها الشخصي للمشاركة، بما في ذلك انخراط النساء في هذه المظاهرات.

وقالت"الكهرباء تُقطع بالساعات الطويلة لتعذيب الناس في الظلام الدامس والحر الشديد، رغم أن بحضرموت خيرات وثروات تكفي وتفيض، بينما منصة الاحتفالات لا تنطفئ، مضاءة دائمًا لتلميع السلطة فقط!". وأضافت: "إذا المحتجون يريدون نساء يشاركن، فأنا مستعدة للنزول والمشاركة."

وتشهد المكلا ومدن ساحل حضرموت تدهورًا غير مسبوق في خدمة الكهرباء، وهو ما وصفوه المواطنون بأنه "جحيم يومي" لا يمكن تحمله، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الوضع المعيشي.

وعبّر مواطنون لـ"نيوزيمن" عن استيائهم وغضبهم من تفاقم الأزمة دون أية حلول، موضحين أن الوضع لا يحتمل ويجب التحرك سريعًا لإنهاء المعاناة التي يتجرعها المواطنين في حضرموت التي تُعد أغنى المناطق اليمنية بالنفط".

وكانت مؤسسة كهرباء ساحل حضرموت أصدرت بيانًا توضحيًا أكدت فيه أن زيادة ساعات الانقطاع تعود إلى نقص حاد في كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات التوليد، بعد توقف تموين 290 ألف لتر من المازوت كانت تُورد من شركتي بترومسيلة ومأرب، إلى جانب توقف 50 ألف لتر من الديزل يوميًا، كانت تُوفر عبر دعم من السلطة المحلية.

وأوضح البيان أن العجز بلغ 44% من الوقود اللازم لتشغيل الطاقة التوليدية المتاحة، مشيرًا إلى أن ذلك أجبر المؤسسة على تقليص ساعات التشغيل، مقدّمة اعتذارها للمواطنين عن تدهور الخدمة.

ووجهت المؤسسة اتهامات مباشرة إلى ما أسمتها "النقاط القبلية" وهي النقاط التابعة لحلف قبائل حضرموت المنتشرة في الهضبة النفطية قرب شركة بترومسيلة بالوقوف وراء تعطيل وصول الوقود للمحطات.

وأكدت مصادر محلية  أن أزمة الكهرباء تعود في جزء منها إلى صراع متصاعد بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت، الذي يفرض اعتراضات على مرور شحنات الوقود، متهمًا السلطة بتهريبها واستغلالها لأغراض غير معلنة، وهو ما تنفيه الجهات الرسمية.

ترافق الغضب الشعبي في حضرموت مع دعوات متصاعدة لحل جذري وعاجل ينهي الأزمة، ويضع حدًا لمعاناة الأهالي، ويحمي الخدمات الأساسية من الاستخدام السياسي أو الفئوي، وسط تحذيرات من أن استمرار تدهور الكهرباء في ظل صيف قاسي قد يدفع نحو مزيد من الاحتقان والانفجار الشعبي.

وفي ختام حديثها، أكدت الدكتورة باوزير أن "الصمت لم يعد خيارًا"، داعية الجميع، رجالًا ونساءً، إلى الخروج السلمي والضغط الشعبي من أجل استعادة حقهم في العيش بكرامة، محذرة من أن "السكوت سيعني مزيدًا من الانطفاء... في كل شيء".