شريان تنموي يربط 3 محافظات.. سباق مع الزمن لإنجاز طريق النصر في الساحل الغربي

السياسية - Monday 06 October 2025 الساعة 09:42 pm
المخا، نيوزيمن:

في خطوة جديدة نحو تعزيز التنمية وتسهيل حركة النقل في الساحل الغربي، بدأت الشركات المنفذة لمشروع طريق النصر، الاثنين، أعمال فرش طبقة الإسفلت في المقطع الأول من الطريق بطول 30 كيلومترًا، إيذانًا بدخول المشروع مرحلة التنفيذ الميداني المتقدمة بعد أشهر من العمل التحضيري.

ويُعد طريق النصر واحدًا من أهم مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية الجاري تنفيذها في المناطق المحررة، لما يمثله من حلقة وصل رئيسية بين محافظات تعز ولحج والحديدة، ومنفذًا حيويًا لتسهيل حركة التجارة والنقل بين مدن الساحل الغربي والموانئ البحرية، إضافة إلى دوره في إنعاش القرى والمناطق النائية الواقعة على امتداده.

وقال المهندس سليم البدوي، المشرف على المشروع، إن طبقة الإسفلت يبلغ سمكها سبعة سنتيمترات وبعرض ثمانية أمتار، موضحًا أن الفرق الميدانية تواصل العمل بوتيرة عالية وفق الجدول الزمني المحدد والمعايير الفنية المعتمدة، لضمان إنجاز المشروع في الوقت المقرر وبأعلى مستويات الجودة.

الطريق يمتد لمسافة 80 كيلومترًا من مديرية موزع بمحافظة تعز وصولًا إلى رأس العارة في محافظة لحج، مرورًا بمديرية حيس في محافظة الحديدة. حيث أن أعمال السفلتة الحالية تشمل المقطع الأول من الطريق، على أن تتواصل الأعمال في المقاطع التالية خلال الأسابيع القادمة.

ويكتسب طريق النصر أهمية مضاعفة كونه يربط بين محافظات ثلاث تشكل عصب النشاط التجاري والاقتصادي في الساحل الغربي، ويسهم في تقليص المسافة الزمنية بين تعز وعدن عبر الساحل إلى أقل من ساعتين، كما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار السياحي والزراعي والتجاري في المناطق التي ظلّت معزولة لسنوات بسبب ضعف شبكات الطرق.

وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن طارق صالح، وضع حجر الأساس للمشروع في 22 مايو الماضي، ضمن حزمة من مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة التي تُنفذ في الساحل الغربي بإشراف المكتب التنموي للمقاومة الوطنية، بهدف إعادة بناء ما دمرته الحرب وتطوير شبكة الطرق التي تربط المدن والموانئ والمناطق الزراعية.

ويرى مراقبون أن مشروع طريق النصر لا يقتصر على كونه طريقًا للنقل فحسب، بل يمثل مشروعًا استراتيجيًا يعيد رسم خريطة التنمية في الساحل الغربي، ويساعد في ربط الموانئ الحيوية كميناء المخا وميناء رأس العارة، ما سيُسهم في تعزيز الحركة التجارية الداخلية والخارجية وتسهيل عمليات التصدير والاستيراد.

ويُتوقع أن يؤدي استكمال المشروع إلى خفض تكاليف النقل والشحن بنسبة تصل إلى 40%، إضافة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي وتسهيل وصول الخدمات إلى القرى والمناطق الزراعية، كما سيُسهم في دعم جهود الإغاثة الإنسانية من خلال تسهيل مرور القوافل والمساعدات إلى المناطق النائية في محافظتي تعز والحديدة.

واختتم المهندس البدوي حديثه بالتأكيد على أن العمل يسير بوتيرة عالية وبإشراف هندسي مستمر، مشيدًا بالدعم الذي يقدمه المكتب التنموي للمقاومة الوطنية وقيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي لضمان إنجاز هذا الصرح التنموي الذي يمثل "نقطة تحول حقيقية في بنية النقل والمواصلات بالمنطقة".