تغييب حوثي لمعلمين في تعز.. صمت مطبق ومعاناة إنسانية تتفاقم
السياسية - منذ 5 ساعات و 22 دقيقة
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعلمين والتربويين في مناطق سيطرتها بمحافظة تعز، في مشهد يعكس سياسة ممنهجة لاستهداف الكادر التعليمي وتكميم الأصوات الرافضة لنهجها الطائفي.
وبحسب مصادر تربوية وحقوقية، لا يزال العشرات من المعلمين يقبعون في سجون الميليشيا منذ فترات متفاوتة، دون السماح لأسرهم بالتواصل معهم أو معرفة مصيرهم، في ظل صمت رسمي ودولي مقلق.
تأتي هذه الممارسات في سياق حملة قمع متصاعدة تنفذها الميليشيا ضد التربويين، بهدف إخضاع المؤسسات التعليمية بالكامل لسيطرتها الفكرية، وتطويعها لخدمة أجنداتها العقائدية المستوردة من إيران، الأمر الذي حوّل المدارس من منابر علم إلى أدوات تعبئة مذهبية.
وأشارت مصادر تربوية إلى أن ثلاثة معلمين من مدرسة 26 سبتمبر في منطقة الأجعود، بمديرية التعزية شمال المحافظة، لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن تم اقتيادهم من داخل المدرسة دون توجيه تهم رسمية أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم.
وذكرت المصادر أن المعلمين هم: سرحان أحمد، وعبدالسلام علي قاسم، ومنصور علي عبده، ويحتجزون حاليًا في سجن الصالح بمدينة الحوبان في ظروف قاسية، وسط غياب أي إجراءات قانونية أو توضيحات بشأن أسباب احتجازهم.
وفي مديرية ماوية شرق تعز، اختطفت الميليشيا الأستاذ جمال قايد سُعَيِّد قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
الإعلامي سامي نعمان وصف في منشور له على صفحته في منصة "فيسبوك" اختطاف الأستاذ جمال بأنه "جريمة أخلاقية وإنسانية بحق أحد أنبل رجال التربية والتعليم في ماوية"، مؤكدًا أن الميليشيا الحوثية تمارس "حملة توحش عنصرية همجية" تستهدف المدرسين والمواطنين في مختلف المحافظات.
وقال نعمان: "الأستاذ جمال من أشرف وأنزه من عرفت في حياتي، درسني قبل أكثر من 35 سنة، وكان رمزًا للنزاهة والكرامة، يكافح بعمله الشريف ليعيش بكرامة، لكنه اليوم يقبع في زنازين الميليشيا لمجرد كونه إنسانًا حرًّا وشريفًا."
وأضاف: "لقد تحولت ماوية إلى ساحة عبث للمتحوثين الجدد الذين يتسابقون في الولاء للمشروع الحوثي القذر على حساب كرامة أبناء مناطقهم. لكن التاريخ لن يرحم، وسيأتي يومٌ تُفضح فيه هذه العصابة ويُقتص من كل من تواطأ على الناس وكرامتهم."
ومطلع أكتوبر الجاري كشفت نقابة المعلمين اليمنيين عن واقع مأساوي يعيشه الكادر التربوي في مناطق سيطرة الميليشيا، حيث يقبع أكثر من 350 معلمًا في سجون الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي والابتزاز المالي، في محاولة لتكميم أفواههم وإجبارهم على الخضوع لدورات فكرية طائفية.
وأكدت النقابة أن الميليشيا تمارس ضغوطًا متواصلة على المعلمين عبر خصم مستحقاتهم الزهيدة، أو تهديدهم بالفصل والنقل القسري، مشيرة إلى أن الهدف من هذه السياسة هو "تحييد التعليم وتحويله إلى أداة سياسية وأمنية بيد الجماعة". ودعت النقابة المنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل للإفراج عن المعلمين المختطفين، ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات التي تمثل جريمة بحق الإنسانية وحق التعليم.
ويؤكد مراقبون أن استمرار ميليشيا الحوثي في اعتقال المعلمين والتربويين، يعكس توجهها العدائي تجاه الوعي الوطني والمجتمعي، في محاولة لعزل الأجيال الجديدة عن قيم الحرية والعلم والتعايش، وإحلال ثقافة الكراهية والعنف محلها.